استطاعت الدراما المصرية هذا العام أن تحلّق بعيداً، بحيث لا تستطيع الوصول لنجاحها أى دراما أخرى تقدَّم بالمنطقة العربية بالكامل.. يكفى أن ترى حجم التفاعل والمشاهدات والنقاشات التى صنعتها دراما الشركة المتحدة سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو فى الحلقات النقاشية وتجمّعات المثقفين وقادة الرأى وصُنّاعه..
الجميع يتحدث عن الدور الكبير التى لعبته الشركة المتحدة فى صناعة الدراما المصرية.. وكيف أعادت الشركة الهيبة والكبرياء لواحدة من أهم الصناعات التى تميزت بها مصر على مدار أكثر من 60 عاماً؛ هو عمر هذه الصناعة العظيمة التى خرجت من القاهرة (عاصمة الثقافة والتنوير الأولى عربياً) لتضىء سماوات الوطن العربى وعقول وقلوب الشعوب العربية جميعاً.
هذا العام استطاعت الدراما المصرية من خلال ما قدمته الشركة المتحدة أن تؤكد أنها الحاضرة والقوية والمؤثرة.. لم يكن حضورها عابراً أو ملئاً لساعات الهواء على القنوات الفضائية.. ولكنها أثرت لدرجة جعلتها تسيطر على عمليات البحث على محرك البحث الشهير جوجل.. وحجم التفاعل على منصات التواصل الاجتماعى تعليقاً على الدراما التى قدمتها الشركة المتحدة لم يحدث من قبل.
يكفينا أن نعرف عدد الشباب العربى الذى ذهب للمكتبات وجلس على أجهزة الكمبيوتر للبحث عن تاريخ جماعة الحشاشين والقراءة عنها ومعرفة كيف نشأت أول جماعة وتنظيم لتيار إسلام سياسى فى العالم معتمدة على العنف والاغتيالات فى منهجها.
وكيف ربط الشباب بين نشأة وفكر جماعة الحشاشين وما عاشه الوطن العربى قبل سنوات من صعود نجم تيار الإسلام السياسى بترتيب مسبق قبل أن تلفظه الشعوب فيكشف عن وجهه الحقيقى المستمد من فكر ومنهج جماعة الحشاشين.
أعادت الشركة المتحدة للدراما دورها الحقيقى الذى حاولت بعض الأيادى طمسه وتشويهه بقولبة الدراما المصرية فى منطقة البطل الشعبى الفاسد والحارة الشعبية المسمومة والأسرة المصرية المفككة والشباب الضائع تحت ادعاء حرية الفن والإبداع.
فكانت الشركة المتحدة أشبه بطوق نجاة للفن المصرى ورسالته ولصناعة الدراما بالكامل.. التى لم يتوقف تأثيرها عربياً فقط، بل ذهب لدول شرق آسيا، التى طالبت بترجمة مسلسل الإمام الشافعى ومواقع إيرانية تقوم بترجمة مسلسلى «الحشاشين وجودر» للغة الفارسية.
وصحافة وإعلام دولة إسرائيل يشتبك ويهاجم تقديم مسلسل مصرى عن القضية الفلسطينية بعد أن صممت الشركة المتحدة على تقديم مسلسل «مليحة» هذا العام رغم كل الصعوبات التى قابلت تنفيذ العمل والتى لن تجده معروضاً على أى قناة بخلاف قنوات الشركة المتحدة!
موسم درامى عظيم يقف خلفه رجال وسيدات واصلوا العمل الليل بالنهار لتواصل مصر ريادتها وتصدرها لهذه الصناعة العظيمة؛ صناعة الدراما.. ليقف كل المنتمين لهذه الصناعة بعد ما قدموه مبتسمين ومرددين «نتمنى أن نكون قد أسعدناكم».