4 وجوه لـ خالد محيى الدين.. الثالث: المناضل المثال
أمين «التجمع» بالقليوبية: خدمة البسطاء كانت مصدر سعادة له
خالد محيي الدين.. المدافع عن الفقراء
لم يكن لشخصية تشرّبت منذ صغرها حب الوطن والاهتمام بالعمل السياسي والحلم بوطن يتمتع بالعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية، مثل خالد محيى الدين، إلا أن تظل تناضل من أجل هذه القيم.
هذا ما ظهر جلياً من خلال تزعمه لمنبر اليسار، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، والذى أصبح بعد ذلك حزب التجمع، الذي خاض معارك قاسية وصعبة تحت مظلته، دفاعاً عن القيم الوطنية وحقوق الطبقات المتوسطة والفقيرة ومدافعا أيضا عن الاستقلال الوطني، ليشكل «محيى الدين» بذلك نموذجا للمناضل المثال أو النموذج الذي يجب أن يكون عليه من يتصدى للعمل العام والنضال السياسي.
السيد: «محيى الدين علمنا نكون مناضلين طويلي النفس»
وعن الجانب الناضلي في حياة وشخصية زعيم اليسار خالد محيى الدين، يحكى كامل السيد، أمين حزب التجمع في القليوبية وأحد المسئولين عن دائرة خالد محيى الدين الانتخابية، كيف أنه وغيره ممن كانوا شباباً وقت زعامته لحزب التجمع، تعلموا على يديه أن يكونوا مناضلين طويلي النفس، دون أن يُقدموا تنازلات في الوقت نفسه.
يقول «السيد»، الذى كان مسئولاً عن جانب كبير من الدائرة الانتخابية في كفر شكر لـ «محيى الدين»، ومطلعاً على جانب كبير من معاركه السياسية: كنا شباباً صغيراً وكان يعلّمنا أن سكة التنازلات تبدأ بخطوة، وفي نفس الوقت، كان يعلمنا أيضاً أن نكون مناضلين طويلى النفس، ننتهج السياسة الواقعية، ولا نكون مغامرين، ولا نضرب أنفسنا بحماس الشباب في عمود خرسانة فنفقد حياتنا.
ويتذكر «السيد» موقف «محيى الدين» من المشاركة في المؤتمرات السياسية، ورفضه للتحذيرات التى كانت تأتيه بعدم المشاركة فيها، قائلاً: إنه أحياناً ما كان يتصل به وزراء الداخلية يطلبون منه عدم الذهاب لمؤتمرات سياسية بعينها ويحذرونه من احتمال حدوث مشكلات وصعوبة تأمينه، وهو ما حدث في أسوان، والمنصورة، والرملة بمركز بنها، إلا أن أستاذ خالد كان يقول «الناس اللى داعياني تأمّنى»، وهو ما كان يحدث بالفعل، وكانت هذه المؤتمرات والزيارات تحدث بنجاح وإقبال كثيف من المواطنين.
السيد: راتبه من مجلس الشعب كان يذهب بالكامل للفقراء
ويوضح أمين التجمع في القليوبية إلى أنه رغم أن خالد محيى الدين كان ينتمى لأسرة غنية، وكان والده يمتلك قبل الثورة مئات الأفدنة من الأرض الزراعية، إلا أنه كان مناضلاً من أجل حقوق الفقراء، وعندما تم تعديل قانون العلاقة بين المالك والمستأجر في الأرض الزراعية، فإنه جدد للفلاحين المستأجرين لأرضه عقودهم دون أن يفرض عليهم مبالغ إضافية، لافتا إلى أنه كان يسعد بخدمة الفقراء والبسطاء، وتدخّل لحصولهم على حقوقهم، عندما كان وضعهم الاجتماعي يقف حائلاً دون التحاقهم بوظائف وجهات معينة.
ويشير «السيد» إلى أن «كل المبالغ التى كانت تأتيه من مجلس الشعب، لم يصرف منها شيئاً في بيته وكان يوظفها لخدمة الفقراء والمساكين وأسر بعض المناضلين الذين توفوا، وعمره ما دخّل جنيه من البرلمان في بيته، ولما توفي أبوه وهما بيدوّروا في الأوراق لقوا كشوف أبوه كان عاملها للناس اللى ظروفهم صعبة، وإخوته قالوا إحنا موافقين إنك تستمر، وهناك أسر تعلمت وناس كانت ظروفها قاسية، وكان بيدفع مصاريف المدارس لكتير غير قادرين في الدائرة».
الانحياز للفقراء كانت تتم ترجمته في مواقفه داخل البرلمان، حيث كان دائماً، في رده على بيان الحكومة، منحازا للفقراء، ويؤكد على ضرورة تحسين الأجور وأن تتناسب مع الأسعار، وأن تكون خدمات التعليم والصحة مجانية باعتبارها حقاً كالماء والهواء، وألا يقل التعليم الحكومى في جودته عن الخاص.