نجم الوطن خَفَت
عندما تراه تحبه، وعندما تجلس معه تتأكد أنه صديق قديم لك لم ترَه منذ فترة، أو هو أحد أقاربك.. هو ببساطة إنسان بمعنى «وطن»، كان لى شرف معرفة «نجم» بعد فترة «خوش قدم».
عرفته فى مساكن الزلزال، ولى ذكريات جميلة معه، فقد كنا نتجمع عنده ليلاً مع مجموعة من شباب الشعراء وبعض الفنانين فى كثير من المجالات، نستمع إلى حكاويه، فهى ليست مثل كل الحكاوى، إنه كتاب تاريخ مصر الوطنى الذى لم يتعرّض لحذف من رقيب.. «أبوالهول» الذى يحكى أسراراً لم نعرفها وأياماً لم نعِشها.
كان يحكى عن كل شىء، يبدأ بحكاوى عبدالناصر والسادات مروراً بالشيخ إمام وفترات محبسه واعتقاله وابنته زينب، وحتى إحضاره لنا الفول والطعمية والعيش الطازج بعد انتهاء القعدة عند الفجر.
تعلمت منه كيف أصور «بورتريه» فيه عمق الشخصية ومضمونها.
عندما أريد أن ألخص معنى الإبداع والبساطة ومصر النيل والناس البسطاء فهو «نجم»، كل تفصيلة فى وجه «نجم» أو حركة عفوية كانت تحتاج إلى مصور دائم معه، كان يملأنى إحساس دائم بأننى عندما أوجّه له عدسة الكاميرا فإننى أصور مصر كلها فى بورتريه اسمه «نجم».
فالكاميرا تحب وتكره، وهو من النوع الذى تذوب فيه الكاميرا. فهو من الشخصيات التى لا تختلف فى طبيعتها عن صورتها، فالصدق هو عنوانه.. أذكر ذلك لأن الكثير يختلفون أو يرتبكون أمام الكاميرا، ولعل هذا الإحساس البشرى الذى منحنى هذه اللقطات أنا وغيرى من مصورى مصر والعالم هو احتواؤه لكل من حوله بمغناطيسية فريدة.
لم يرفض أن أصوره وهو يتحدث فى بيته المتواضع فى مساكن الزلزال، أو حتى عندما كان يلعب «الأتارى».. لا توجد عنده محظورات.
رحمك الله رحمة واسعة يا نجم مصر وفؤادها..
الأخبار المتعلقة:
رايح مشوار وراجع!
«بهية» تودع «الفاجومى»
«نجم» لن يسقط أبداً
هتوحشنا يا عم نجم
ليت «نوارة» تعرف أن أباها لم يمت
بالفيديو| جنازة الفاجومى: انهيار وبكاء فى وداع «شاعر الفقراء»
بالصور| رحل جسد «نجم» وترك «كلمة وصورة»
صباح الخير يا عم أحمد
«عيسى»: «نجم» كان متفائلاً.. و«30 يونيو» إحدى نبوءاته
من «الغورية» إلى «مساكن الزلزال».. حياة «نجم» على «السطوح»
آخر كلمات الفاجومى: «ماتخافوش على مصر»
كلمتين لمصر
نجم فى السما