* كتبت لى تشهد: «عندنا فى الإسماعيلية وقفوا قدام باب ديوان عام المحافظة يهددون الموظفين وجالوا بين المكاتب (اللى هييجى بكرة ذنبه على جنبه) اتشتموا من طوب الأرض ومافيش فايدة جايين يمنعوا الموظفين من الدخول، شديت مع كام واحد منهم والجيش واقف يتفرج، رد عليّا واحد شكله مرعب بعد ما خلص لقاء مع فضائية قذرة، على أنه من الموظفين بالديوان، يقول (خلوها تطلع خايفة على السبوبة) الكلمة جرحتنى قوى، سبوبة إيه اللى هخاف عليها من شغل شبه ببلاش فى المحليات؟ مقدرتش أرد عليه لأنى حسيت إن لا الجيش ولا الشرطة هتحمينى، لكن عندى سؤال: فى أى شرع عصيان مدنى بالغصب يعنى؟»!
وكان ردى هو: صبر جميل والله المستعان على ما يصفون؛ هذا ما قاله مقالى السبت الماضى فهم يصرخون بالباطل كأنه الحق! إنها حالة تشبه غضب الله عندما يلبسنا شيعاً ويذيق بعضنا بأس بعض، ليس أمامنا سوى أن نشهد بأن العصيان المدنى جريمة والاستغاثة بالمراكب الأجنبية، على ضفة القناة، خيانة عُظمى لا عذر فيها لمخلوق، ونسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا: أينما كان موقعهم ومسئولياتهم.
* لا أقول سقط القناع عن وجوه «نجوم الخصام» الساعين بالوقيعة بين خلق الله؛ فالوجوه كانت مكشوفة وواضحة منذ 25 يناير 2011 حين نشرت المحامية عصمت الميرغنى بيانها بـ«الأهرام»، 14 / 10 / 2011، تطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعلان الأحكام العرفية فوراً، هذه السيدة المحامية، التى تصف نفسها، وياللعجب، بأنها: «مؤسس ورئيسة اتحاد المحامين الأفروآسيوى لحقوق الإنسان» كانت واحدة ممن تناثرت مطالباتهم بالضرب بـ«يد من حديد» وبـ«العين الحمراء»؛ من المعجبين بتراث ما أطلقوا عليها «الجريمة الرائعة» التى تخلص بها السفاح محمد على من خصومه ومناوئيه بذبحهم بعد حصارهم بخديعة «تعالوا ناكل لقمة عيش وملح مع بعض»، أصحاب نداء «اقتل وخلّصنا» مع ادعاء الحزن على الضحايا بشفقة «ارحمهم بالموت»! وهاهم أولاء يطالبون جيش مصر الأبىّ بالتورط فى القضاء على الديمقراطية وفرض الحكم العسكرى!
* برجاء ألا يستمع أحد لتحريض هؤلاء المطففين الذين يطلبون الرأفة للقتلة واللصوص، بينما هم يدعون بحماس إلى مواجهة الشعب المصرى العزيز بالعين الحمراء؛ والضرب بيد من حديد، أى بالترويع، ما هذه يا بلادى إلا نصائح الفتّانين؛ لا حل لنا إلا بالقانون، ومن طبيعة العمل بالقانون: «التروّى» والصبر وطول البال! أما العين الحمراء فليس بعدها سوى مسرور السياف؛ فمن ذا الذى يحبذ لنا هذا الاختيار المتوحش بقتل أكبادنا تحت دعاوى «استعادة هيبة الدولة» سوى من يريد الوقوع والإيقاع، والعياذ بالله، فى الخطأ العظيم؟.
استعادة هيبة الدولة تكون بانتخابات لا يُقاطعها مواطن تختار مُمثلين حقيقيين لمطالب الشعب المصرى لا نحتاج معها إلى الانجرار نحو دعوة جريمة عصيان مدنى يفرضها الجاهلون غصباً، ولا إلى صرخات هستيرية انتحارية على ضفة القناة تستغيث بـ«العال والدون» للإنقاذ بشرب السّم.