٢٢٧ شهيداً منهم ٧٠ طفلاً و٤٠ امرأة فضلاً عن ٨٥٠٠ جريح هم ضحايا العدوان الصهيونى على قطاع غزة عام ٢٠٢١، وكان العدوان رداً على هجوم المقاومة الفلسطينية بالصواريخ على تل أبيب الذى جاء أيضاً بسبب جرائم إسرائيل على الأرواح والممتلكات الفلسطينية فى القدس ومحاولة مصادرة أحياء بالمدينة وطرد سكانها مثلما حدث فى حى الشيخ جراح وما تلاه من أحداث، من بينها استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، ثم ما جرى قبل ذلك وبعده من اقتحامات متكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى تحديداً وكانت الاقتحامات فى تلك المرات ليس فقط من متطرفين يفترض أنهم خارجون عن القانون بل جرت من وزراء فيما يسمى الحكومة الإسرائيلية نفسها!!
وقتها تحدثت دول عديدة عن ضرورة دعم الشعب الفلسطينى وتقديم يد العون له بكل الصور الممكنة، لكن دولة واحدة أعلنت عن تعهدها بإعادة إعمار غزة وأنها ستتولى ذلك بنفسها ومن خلال شركاتها.. كانت مصر هى مَن أعلنت ذلك رغم ظروفها الاقتصادية القاسية ورغم الأزمات الدولية التى مرت على الاقتصاد المصرى.. ولم ينته الأمر عند حدود الكلام والتعهدات والتصريحات بل صدرت التعليمات الفورية من الرئيس عبدالفتاح السيسى للشركات المصرية للبدء دون إبطاء فى إعادة إعمار غزة.. كان ذلك فى مايو ٢٠٢١!!
كانت الخسائر الفلسطينية وقتها كبيرة ولم نكن قد عرفنا حجم الخسائر فى العدوان الجارى فقد أدى الهجوم الإسرائيلى إلى تدمير ٢٠٠٠ وحدة سكنية بالكامل على الأقل، وتدمير ١٥ ألف وحدة سكنية أخرى جزئياً و٧٥ مقراً حكومياً أو منشأة عامة، كذلك دُمرت ٦٨ مدرسة ومرفقاً صحياً و٤٩٠ منشأة ومؤسسة وهيئة زراعية، كما تعرضت ٣ مساجد للهدم الكلى و٤٠ مسجداً وكنيسة للدمار شبه الكامل وتدمير أكثر من ٣٠٠ منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية، ومنها هدم ٧ مصانع بشكل كامل كذلك إصابات مباشرة لأكثر من ٦٠ مرفقاً سياحياً و٣١ محولاً للكهرباء، وتعرضت ٩ خطوط رئيسية للقطع فى غزة وقد قدر الخبراء وكذلك الجهاز الإدارى الحكومى فى غزة حجم الأضرار جراء العدوان بما يزيد على ١٧٠ مليون دولار!!
لكن مصر لم تقرر الذهاب لإعادة ما كان إنما لبناء أو لإعادة بناء ما ينهض بمعيشة الأشقاء ووضع حلول لمعاناة مزمنة مع بعض المشكلات منها الزحام فى غزة والكورنيش المهمل.. ولذلك على الفور انطلق المهندسون المصريون بأجهزتهم وآلاتهم إلى شوارع غزة لينتهوا من إنجاز المهمة الأولى وهى رفع ركام المنازل والمبانى المتهدمة.. وأنجز ذلك بالفعل فى ٦٥ يوماً أسفرت عن رفع ٨٦ ألف متر مكعب من الركام!
قررت مصر بناء 3 مدن جديدة فى المناطق المتضررة بإجمالى ١١٧ عمارة سكنية تضم ٢٥٠٠ وحدة سكنية بالإضافة إلى محال تجارية وصيدليات ومخابز وغيرها من متطلبات المعيشة.. إضافة إلى عدد من المرافق العامة.. المدن الثلاث هى مناطق من القطاع وهى «دار مصر ١» فى منطقة الزهراء جنوب مدينة غزة و«دار مصر ٢» غرب جباليا شمال القطاع و«دار مصر ٣» فى بيت لاهيا.. فضلاً عن تطوير كورنيش غزة الممتد لما يقرب ٣ كيلو ونصف الكيلومتر وبعرض يزيد على الـ٤٠ متراً وتم رصفه وإنارته ومعه تم الانتهاء من مشكلات المرور فى مدينة غزة بتعديلات جوهرية وتحويلات وجسور غيرت شكل المدينة إلى الأفضل!!
لماذا نقول ذلك الآن؟!
نقوله لعدة أسباب، منها أن الذاكرة الوطنية تحتاج دائماً إلى التنشيط حيث يصيبها التآكل وأحياناً يحدث ذلك بفعل فاعل!!
ثانياً: وجود محاولات التشويه المستمرة للدور المصرى فى العدوان الحالى وهنا يحق لنا التذكرة بعلاقة مصر بالقضية الفلسطينية، خصوصاً فى السنوات الأخيرة التى يحاولون الطعن فيها، ولذلك ها هى بعض صور ما جرى فى السنوات الأخيرة، وقبل أى كلام عن معابر وعن إغلاقها وعن تقديم مساعدات إنسانية أو منعها!!
ولم يزل الكثير.. من الذكرى التى تنفع المؤمنين!