الإعلان عن تأسيس اتحاد القبائل العربية من سيناء يكتسب أهميته استكمالاً لمنظومة شاملة غيَّرت كل مظاهر وطبيعة الحياة فى بقعة هى الأغلى على قلب كل مصرى. سيناء الأرض المقدسة التى شهدت خلال الأعوام الماضية، بتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، نهضة امتدت من شمالها إلى جنوبها فى التعليم، التصنيع، المشاريع الاستثمارية، الصحة.. استعادت قبائلها وسكانها جسور التواصل والتنمية مع وطنهم بعدما صوّرت الأوهام لجماعة الإخوان المحظورة تحويل أرض سيناء الطاهرة إلى بؤرة للتنظيمات التكفيرية.. وطبعاً لا مانع عندها من بيعها لمن يدفع أكثر لأن الوطن فى أدبياتهم «مجرد حفنة من تراب قذر!».
خطط التنمية الشاملة التى وضعتها الحكومة اكتملت بهذا الكيان الاجتماعى الذى جمع تحالفاً مكوناً من 30 قبيلة سيناوية فى كيان موحد تضع على أولويات أهدافها.. أولاً، المساهمة مع دور الحكومة فى العمل التنموى. ثانياً، خلق إطار شعبى وطنى تندمج فيه جميع الكيانات القبلية. ثالثاً، يعكس استجابة وطنية فى توقيت شائك تواجه فيه المنطقة تحديات خطيرة ومهاترات ساذجة تصدر عن بعض قادة الكيان الصهيونى بما يمس زعزعة أمن واستقرار سيناء. هذه الخطوة تُظهر استمرارية الأدوار التاريخية لقبائل سيناء وتضافرها مع القوات المسلحة فى حماية الكيان الوطنى. حيث تحفظ سجلات التاريخ منذ مؤتمر الحسنة الشهير عام 1968 المواقف المشرفة لقبائل سيناء فى الحفاظ على هوية الأرض المصرية وفضح كل الأطراف المشبوهة، سواء كانت تعمل داخل مصر خلال حكم تنظيم الإخوان المحظور أو من بعض دول الخارج التى سعت إلى طمس الهوية الموحدة للوطن.
اختيار اتحاد القبائل العربية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيساً شرفياً ووضع اسم الرئيس على مدينة فى منطقة مهمة بشمال سيناء هو تقدير لقائد حرص خلال العشر سنوات الماضية على منح التكريم لكل قادة ورموز مصر فى شتى المجالات دون استثناء، متعففاً عن أى تكريم خاص، مكتفياً بأن حقائق التاريخ المعاصر تحفظ جيداً تضحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى وقادة الجيش المصرى لاجتياز أحلك أوقات عاشتها مصر. مدينة ستضم أول سكانها من أسر الشهداء.. أصر أهل سيناء على تسميتها باسم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى صدق فى وعده لهم بتحقيق التنمية فى كل شبر من سيناء.
تدشين اتحاد القبائل العربية أيضاً يتم فى توقيت إطلاق القيادة السياسية كل سبل الدعم للمنظمات والجمعيات الأهلية المختلفة، لعل أبرز هذه النماذج الناجحة الجهود التى قدمها التحالف الوطنى للعمل الأهلى، سواء فى المساعدات الموجهة إلى سكان قطاع غزة أو الأنشطة الإنسانية والاجتماعية المختلفة داخل مصر. الوطن مع نهضة التنمية التى شهدها عبر السنوات العشر الماضية لا بد أن تتضافر معه -كما فى عدة دول بالعالم- جهود وإضافات هذه الكيانات الأهلية لاستكمال منظومة التنمية فى سيناء عبر مشاريع تخدم أبناءها.
اختيار المهندس إبراهيم العرجانى رئيساً لاتحاد القبائل العربية لم يأتِ من فراغ. عام 2016 كانت القوات المسلحة تبذل الغالى من دماء أبطالها فى المواجهة مع إرهاب التنظيمات التكفيرية. تشكل اتحاد قبائل سيناء من رموز وقيادات القبائل، على رأسهم المهندس إبراهيم العرجانى، معلنين موقفهم الحاسم ضد الإرهاب ووقوفهم مع الجيش، مؤكدين اصطفاف أهالى سيناء خلف الدولة والقوات المسلحة فى الحرب ضد الإرهاب. بل إن بعض المشايخ كانوا هدفاً لقتَلة التنظيمات التكفيرية، حيث استشهد العديد منهم ثمناً لمواقفهم الوطنية.
اتحاد القبائل العربية أعلن أن برنامج عمله سيتجه إلى العمل التنموى الأهلى بما يلبى مطالب أهل سيناء ويهدف إلى خلق إطار شعبى وطنى متجاوزاً فى طرحه ورسالته الانتماءات الحزبية أو السياسية ليضع أمامه فقط ثوابت الوطن. فى المقابل توقيت الخطوة يعكس استجابة لرغبة الدولة فى استمرار تعمير سيناء ونشر التنمية الكاملة على أرضها.