خطة الحسم التى قدمها الصهيونى المتطرف «سموتريتش» قبل سبع سنوات، واعتبرتها الأوساط السياسية فى إسرائيل، وقت الكشف عنها، ضرباً من الخيال، هى التى يتم تنفيذها بالعدوان الهمجى على غزة منذ أكتوبر من العام الماضى.الهدف الذى يجمع شمل الحكومة الائتلافية فى إسرائيل الآن هو التخلُّص من الوجود الفلسطينى على الأرض.
وما يظهر من خلافات على السطح بين وقت وآخر بين أعضاء حكومة «نتنياهو» يتعلق فقط بكيفية تحقيق هذا الهدف.ويوم السبت الماضى نشر «سموتريتش» على حسابه الرسمى بمنصة «إكس» مخاطباً بينى جانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلى الذى هدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم تلتزم بخطة واضحة للحرب فى غزة.
وقال: «الخلط فى الحرب هو بسببك وبسبب أعضاء الحكومة الذين يواصلون الضغط من أجل وقف الحرب، وإقامة دولة فلسطينية تحت الضغط الأمريكى».
ولا يقل «جانتس» تطرفاً وعنصرية عن زميله «سموتريتش»، ويضغط فى اتجاه وضع خطة حتى يوم 8 يونيو المقبل، تحقق القضاء على «حماس»، وإعادة الرهائن، وتشكيل حكومة بديلة فى غزة.
وفى الوقت نفسه، اعترف «جانتس»، خلال مؤتمر صحفى، يوم السبت الماضى، بالأثر الضار الذى خلفته الحرب على المدنيين الفلسطينيين، لكنه أصر على ضرورة «الحسم».
وبجانب نفوذه الرسمى، يتمتع «جانتس» بمكانة خاصة داخل المجتمع الإسرائيلى، استمدها من الدور «التاريخى» لوالده -رومانى الأصل- فى مساعدة يهود العالم على المجىء إلى إسرائيل وتوطينهم، من خلال منصبه كنائب لرئيس الوكالة اليهودية.
خطة الحسم، التى تحولت إلى برنامج عمل لحكومة «نتنياهو»، ترى أن السبيل الوحيد للتعامل مع الرافضين لوجود إسرائيل هو استخدام القوة المفرطة، وتسخير الجيش للقضاء على كل من تسول له نفسه مقاومة الكيان الصهيونى.
وبحسب الخطة، فإن الفلسطينيين لن يكون أمامهم سوى البقاء كأفراد فى الدولة اليهودية بعد «التخلى عن تطلعاتهم القومية»، وفى هذه الحالة لا يتم منح هؤلاء المواطنة الكاملة فى إسرائيل للحفاظ على الأغلبية اليهودية فى صنع القرار، والخيار الآخر هو تهجير الرافضين للبقاء إلى الخارج، أو الهجرة إلى خارجها لإحدى الدول العديدة التى يدرك فيها العرب طموحاتهم الوطنية، أو إلى أية وجهة أخرى فى العالم.
وافترضت «خطة الحسم» استمرار وجود فريق ثالث سيتمسك بمحاربة دولة إسرائيل والسكان اليهود، وهؤلاء يجب التعامل معهم بيد قوية من خلال «الحسم الاستيطانى» و«الحسم العسكرى».
منذ الآن يجب ألا يقتصر النضال العربى على المطالبة بإعلان دولة فلسطين المستقلة، ولا بد أن يمتد هذا النضال لملاحقة إسرائيل على ما ارتكبته من جرائم فى حق الفلسطينيين، منذ نكبة 1948 حتى «هولوكوست غزة»، والعالم كله شاهد على إجرام الصهاينة من أمثال «نتنياهو» و«سموتريتش» و«جانتس» وغيرهم، وما ضاع حق وراءه مطالب.