برلمان الأسرة.. واستجواب زوجتي
برلمان الأسرة.. واستجواب زوجتي
برلمان الأسرة واستجواب زوجتي
زوجتي لا يحلو لها سوى استجوابي، وكأنها تعد عليَّ حركاتي وسكناتي، تسألني ماذا تفعل وأنت تتنزه مع أصدقائك؟ هل ستخرج اليوم أيضا؟ ولماذا تخرج؟ وكم تبقى من مصروفك في الحقيقة؟
أتهرب من أسئلتها التي تلاحقني، فهي تريد عودتي من العمل والبقاء بين جدران البيت نشاهد معا التليفزيون وأقرأ الجريدة لأنام مبكرا حتى أستيقظ مبكرا، للذهاب الى العمل، تلك دائرة لا حياة فيها التي تريدني زوجتي أن أدور فيها، لا جديد، تريدني مستقرا بالبيت، نفس الروتين نمارسه، فقط نتناول طعامنا، ونعمل بضع ساعات خارج البيت، نتحدث قليلا ثم ننام.
بصراحة لا أطيق هذا الروتين اليومي، فأهرب منه إلى أصدقاء المقهى، حيث نسهر ونتنزه كما يحلو لنا، توبخني زوجتي بسبب سهري، ورغم هذا أستيقظ مبكرا للذهاب للعمل، بينما زوجتي حياتها صارمة، مثل الساعة، كل شيء بميعاد ثابت لا يتغير حتى مواعيد الأطباء، يكون عند الضرورة، تحدث لخبطة بالمواعيد لكنها سرعان ما تعود أدراجها إلى التنظيم والروتين الذي تراه مريحا للحياة.
اتفقت مع زوجتى على أن تمتنع تماما عن طرح أسئلتها وتركي أعيش بحرية، فأنا رجل راشد أستطيع الاعتماد على نفسي والتصرف في حياتي كما يحلو لي، زوجتى لا تقتنع، فهي تترقب وصولي للمنزل لتسألني عن خط سيري والحكايات التي تداولتها مع أصدقائي، الغريب أني سألت زوجتي عن صديقاتها فأجابت أنها لا تمتلك سوى بعض صديقات بالعمل يتصرفن مثلها تماما بعد عودتهن من العمل.
المشكلة أن حياتنا أصبحت لا جديد فيها، مجرد حياة آلية روتينية، وهذا يصعب من الحياة، الخروج مع أصدقائي يمنحني حياة أخرى من الصخب والضحك، بينما زوجتي تركن إلى الهدوء التام، حتى أنها تنام مبكرا وكأنها جندي نظامي بالجيش.