زوجتي العزيزة.. نظرتها للسعادة مختلفة
زوجتي العزيزة.. نظرتها للسعادة مختلفة
زوجتي العزيزة ..منظورها للسعادة مختلف
كنت قد قرأت في كتاب "طوق الحمامة" للإمام ابن حزم الأندلسي، أن أحد الولاة سأل أصحابه بينما هم يتسامرون عن أسعد الناس حالا، فقال أحدهم: أنت أيها الوالي، لكن الوالي قال: "وأين ما أكابده من قيادة الجيوش وتنفيذ أوامر الخليفة؟"، فقال آخر: "إذن هو الخليفة؟"، فقال الوالي: "وأين ما يقاسيه من الثوار الذين يخرجون على طاعته". فتعجب أصحابه وقالوا: "فمن إذن؟!".
فقال الوالي: "أسعد الناس زوجان في كوخ رزقهما قليل لكنه لا ينقطع يحب أحدهما الآخر، قد رضيت زوجته به ورضى هو بزوجته".
حينما قلت لزوجتي تلك الحكاية نظرت لي بتعجب وهي ترفع حاجبيها في استنكار قائلة: "لقد تغير الزمان يا عزيزي حدث ذلك في زمن الكوخ، والفراش الحصير، والخبز القديد.. أما زماننا الذي اخترع فيه المحمول، وصار كل شيء متاحا عبر الفضاءات الإلكترونية، يصبح أمر السعادة مختلف".
زوجتي لا تريد أن تنتقل معي إلى مقر عملي الجديد بعيدا عن زحام العاصمة والضوضاء، تتشبث بالبقاء وسط صديقاتها وعائلتها، لا تفكر في سعادتنا معا، ترى أن الرحيل والاستقرار في مكان بعيد ليس من السعادة في شيء حاولت إقناعها، لكنى فشلت واقترحت أن أسافر وحدي على أن تكون إجازتي شهرية، أقضى معهم بضعة أيام.