العلم ولا غيره يدفع الأمم للأمام ويرقى بها. فضل العلم على البشرية لا نهاية له، والعلم ليس قاصرا على ما يجري في المعامل، إنما هو في كل مكان يكتشف فيه الإنسان نقطة جديدة تنير مسيرته ويخطو بها خطوة نحو الأفضل. العلم في الفلسفة، العلم في القانون، في الآداب، في الفنون، في الاقتصاد، في علم النفس، في كل مجال وكل مكان. العلم وفر لنا الانتقالات السريعة المريحة، العلم وفر لنا التعليم، وفر لنا العلاج، وفر لنا المباني الآمنة.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي بك: العلم يرفع بيوتا لا عماد لها.. والجهل يخفض بيت العز والكرم. ترقى الدول والأفراد بالعلم، فهل يمكن أن نقارن بين ثري ترك لأبنائه مالا لا يحصى وبين عالم أو مفكر أو فيلسوف ترك اسمه متلألأ عبر القرون عابرا للزمان وللمكان !! لا أقصد التقليل من قيمة ما بذله الثري من جهد لتكوين ثروته وكفاحه من أجل ذلك، فمن المؤكد أن ثروته كانت باب خير للكثيرين ممن عملوا معه أو من أهله المستفيدين من الثروة.
لكن العالم أو الأديب أو الفيلسوف لا يفيد من عملوا معه أو أقاربه فحسب، هو يفيد الأمة والأمم الأخرى لأن فكره ينتقل ويتداول ويتناقش ويتحاجج ولا يقف عند نهاية عمره بل يمتد لو كان فكرا أصيلا.
من هنا جاءت أهمية ما حدث منذ أيام خلال الافتتاحات المتعددة التي قام بها رئيس الجمهورية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. أقامت الدولة العديد من الكيانات التكنولوجية المتطورة للحاق بما يجري في العالم من تسارع في هذا المجال٫ ولا يمكن لأمة ما أن تتواءم مع العالم غدا إذا لم تلحق بركب العلم والتكنولوجيا حتى تجد لنفسها موطئ قدم بين الأمم المتحضرة.
بالعلم نحقق التقدم ونحسن حياة المواطنين ونوفر سبل الراحة. فإذا كنا نبني مدينة للعدالة فمن المؤكد ان ذلك يساهم في تحقيق العدالة، فباستخدام الكمبيوتر يمكن تسريع وتيرة نظر القضايا وعدم تأجيل العدل، ويمكن حفظ المستندات القانونية فلا تحرقها شرارة أو ماس كهربائي.
عاش البشر قرونا ممتدة يخطون ببطء حتى ظهر العلم وانتشر فجاءت موجات التقدم متلاحقة تلهث الأنفاس ولا نقدر على ملاحقتها.