إعلاميون في الذكرى الأولى لرحيل وائل الإبراشي: «فقدنا أيقونة إعلامية وطنية»
«الإبراشى» كان يقدم موضوعات دسمة فى برنامجه «صورة أرشيفية»
مضى عام على الرحيل المباغت للإعلامى وائل الإبراشى، ولا يزال زملاؤه يفتقدون وجوده وحضوره المتميز بآرائه الواضحة ونظرته المحايدة للأمور وصدقه فى الدفاع عن الحق.. وصلابته فى مواجهة أعداء الوطن، وهو ما تجلى بوضوح خلال الظروف الصعبة التى تعرضت لها البلاد خلال حكم «الإخوان»، وكل هذه التفاصيل تجعل منه أيقونة إعلامية وطنية يشتاق لها ويستحضر ذكراها المؤمنون بالإعلام الوطنى ورموزه.
«بكرى»: فى فترة «الإخوان» انحاز للوطن
قال الإعلامى مصطفى بكرى: «وائل من الصحفيين المرموقين، كان دائماً يفجر القضايا التى تثير جدلاً كبيراً فى الشارع، ونجح فى عمله الإعلامى ثم استكمل ذلك أيضاً بعمله الصحفى المتميز، وفى فترة الإخوان كان له مواقفه المهمة ضد كل المتآمرين على الدولة المصرية، والذين يختلفون أو يتفقون معه لن يختلفوا أبداً على وطنيته وسعيه الدؤوب من أجل الدفاع عن الوطن».
وأوضح أن ما يجمعه بالإعلامى الراحل كثير من المواقف «أتذكر بعد خطاب مرسى فى 26 يونيو 2013 قبل الثورة كنت ضيفاً معه فى برنامجه على قناة دريم، وانتقدنا هذا الخطاب بشدة، ودخل معنا المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الذى تم إبعاده، ووجَّه انتقادات حادة لـ(مرسى) وخطابه وإهانته للقضاء المصرى.
وكان وائل الإبراشى يعطى الفرصة كاملة لحملة من الانتقادات الواسعة فى هذا اليوم لخطاب (مرسى) رغم ما يمثله ذلك من خطورة»، مضيفاً أن مرور عام على رحيل الإعلامى وائل الإبراشى يؤكد حاجتنا إليه ودوره، وإلى حالة الجدل التى كان يثيرها فى برنامجه التليفزيونى، رحم الله الإعلامى القدير، صاحب التجارب المهنية العديدة.
«القرموطى»: «العاشرة» فقدت كثيراً من بريقها برحيله
«الساعة العاشرة فى مصر فقدت كثيراً من بريقها برحيله»، بهذه الكلمات وصف الإعلامى جابر القرموطى مرور عام كامل على رحيل الإعلامى الكبير وائل الإبراشى، وتابع حديثه قائلاً: «الإبراشى كان له بصمة خاصة، له شكل ولون مختلف، حتى فراقه كان له أثر طيب على نفوسنا»، كاشفاً أن فراق «الإبراشى» كان مفاجأة: «المفاجأة لم تكن فى الفراق بقدر ما كانت فى طريقة الفراق، فالطريقة التى توفى بها الإبراشى تشبه تماماً التحقيقات التى كان يتناولها فى برامجه بجدارة وتعمق، وهو من أكفأ الإعلاميين فى إيجاد حلول لها، ولكن حين إصابته ظل حائراً كيف ينجو منها».
وتابع «القرموطى» حديثه عن فقدان «الإبراشى» قائلاً: «هو كان من الإعلاميين العظماء فى مصر والوطن العربى، وأعتقد أنه فى الفترة الأخيرة لم يرحل شخص وكان وقعه على الجميع مثل وقع فراقه، لأن فراغه لم يتمكن أحد من تعويضه، فأنا شايف إن الساعة العاشرة بفقدان وائل فقدت واحد من أهم الداعمين للحياة فى مصر».
وكشف الإعلامى جابر القرموطى أنه كان دائم الحرص على متابعة وائل الإبراشى بمجرد أن تدق الساعة العاشرة، وهذا نادراً ما يحدث بالنسبة لإعلامى، وقال: «أنا مثلاً ما بشوفش إعادة برنامجى ولكن لازم أشوف وائل».
خلود زهران: عملي مع الإبراشي من أهم المحطات في حياتي
قالت الإعلامية خلود زهران بدورها: «من أهم المحطات فى حياتى هى فترة عملى مع أستاذ كبير مثل وائل الإبراشى، فقد كانت لمدة عام ونصف فقط، ولكنها كانت تجربة ثرية وفريدة من نوعها تعلمت منه كأستاذ بشكل كبير وتعلمت من إنسانيته».
وأكدت «زهران» أن «الإبراشى» كان داعماً للشباب بشكل كبير، ويجب دائماً الوصول إليهم وكسب ثقتهم، وقالت: «فى أول لقاء بيننا أثناء عملنا معاً أخبرنى بأنه ليس من السهل بالنسبة له أن يعمل مع أحد، ولكن عندما علم أنها هى من ستشاركه فى تقديم البرنامج تحمَّس للغاية، لأنه كان متابعاً لعملى، وكان بمثابة دعم كبير منه للشباب، حتى إنه قال لى إننى سأستفيد من خبراته وإنه هو أيضاً سيستفيد منّى بأنه سيصل إلى فئة الشباب التى تتابعنى، وهم يعنونه للغاية ويهمه الشباب، ويحرص دائماً على دعمهم».
وأكدت أنه كان شخصية مرحة ومحباً للفكاهة، ويتمتع بخفة ظل، وهى تفاصيل لم يكن يعرفها عنه الكثيرون، كما أنه كان يمتلك قدرة غير عادية على تحفيز المحيطين به، وإبعاد أى طاقة سلبية تؤثر عليهم، ودائماً ما ينصح الشباب بالصبر فى العمل والتعامل مع الآخرين، وجملته المفضلة: «الصبر مفتاح الفرج».
وكشفت «زهران» عن إصرار الإعلامى الراحل على متابعة تفاصيل العمل حتى فى لحظاته الأخيرة، ورغم مرضه، وقالت «حتى آخر لحظة.. وهو مريض، كان حريصاً على متابعة الأخبار من خلال التليفزيون، وكنت بطمّن عليه فى التليفون فى إحدى المرات، فعرفت أنه كان يتابع التليفزيون، فطلبت منه أن يستريح من الضغط وأجواء العمل، وكان رده: «مقدرش.. الأحداث فى دمى أحب أعرف وأتابع».
وأوضحت «زهران» أنها كلما كانت تدخل عليه فى مكتبه تجده يقرأ الصحف الورقية، وكان ينصحها دائماً أن تقرأها، وأن تكون هى المصدر الأساسى للأخبار التى تتابعها، «كان صحفى تحقيقات من الدرجة الأولى، لحد آخر لحظة يتابع ويذاكر»، مشددة على أنه كان «عنده شغف بالشغل وحب ليه، وده اللى يفرق إعلامى عن آخر، إنك تبقى حابب اللى بتعمله وعندك شغف وحب لعملك، تعلمت منه قبل ما أطلع الهوا أبقى دقيقة فى معلوماتى وأكون قريبة من الناس بشكل كبير».