117 رغيفاً.. أعجوبة الدنيا الثامنة
إذا كان ولابد من إضافة أعجوبة ثامنة إلى عجائب الدنيا السبع، فلابد من إضافة قضية الطفل عبدالمسيح عزت، ذلك الطفل صاحب التسعة أعوام ابن مركز الفشن بمحافظة بنى سويف، الذى قضت محكمة جنح أحداث بنى سويف ببراءته فى جلسة 11-12-2014، عن قضية أحداثها كالتالى: منذ عام ونصف كان الطفل «عبدالمسيح» خارجاً من مدرسته وتوجه لشراء بجنيهين جبنة، وأثناء مروره بتروسيكل يبيع خبزاً أخذ خمسة أرغفة فأمسك به صاحب التروسيكل والتباع الذى يعمل معه، وذهبا به إلى القسم وحررا محضراً بسرقة 117 رغيفاً بدلاً من خمسة، وتمت إحالة المحضر للنيابة وتم إخلاء سبيل الطفل من النيابة بضمان محل إقامته، وبعد سنة ونصف فوجئ أهل الطفل عبدالمسيح بإخطارهم بصدور حكم غيابى على الطفل بإيداعه سنة فى إحدى المؤسسات العقابية!، والعجيب هنا ليس تصرف صاحب التروسيكل العدائى مع الطفل وإصراره على تلفيق تهمة غير حقيقية له، بل والتضحية بـ117 رغيفاً لتسليمها مع الطفل لقسم الشرطة كحرز، بما أننا بصدد حالة تلبس!، وأيضاً ليس تصرف قسم الشرطة مع الأمر، العجيب هنا هو تصرف وكيل النيابة الذى تم عرض المحضر عليه وقام بإحالة الطفل للمحاكمة ولم يحفظ البلاغ! لماذا لم يضع الأمور فى حجمها الصحيح، وحجمها الصحيح يقول إن ما حدث تصرف صبيانى لا أكثر، شقاوة طفل غير مدرك لعواقب الأمور؟ وبما أن الطفل حصل على البراءة مؤخراً بسبب تنازل صاحب التروسيكل أمام المحكمة، لماذا لم يقم قسم الشرطة أو النيابة بعمل هذه الخطوة منذ البداية؟! يا سادة الرحمة فوق القانون.