الأم المثالية بأسوان لا تعلم بفوزها.. مصابة بكورونا وخايفين عليها من الفرحة
«آمال» ساعدت زوجها على تربية 5 أبناء.. ولم تفرح بتتويج رحلتها
الأم المثالية بأسوان
لم يكن تتويج رحلة السيدة آمال سيد أحمد حسين في تربية أبنائها رفقة زوجها طبيعيًا على الإطلاق، فالسيدة الفائزة بجائزة الأم المثالية في محافظة أسوان، خاضت رحلةً طويلةً من الشقاء والمثابرة مع أبنائها الذين أصبحوا مدعاة للفخر، إلا أن لحظة تتويج وتكليل تعبها جاءت في وقتٍ لم تستطع خلاله أن تفرح بها، حيث تلزم العزل المنزلي لعلاجها من فيروس كورونا المستجد، ولم يخبرها أبناؤها حتى يكتمل تعافيها وتصبح الفرحة فرحتين، وحتى لا تتأثر سلبًا حال فرحتها بشكل كبير.
رحلة «آمال» مع تربية أبنائها الخمسة، بدأتها مع زوجها الذي كان يعمل في وظيفة بسيطة في الصباح، لا يمكن لدخلها أن يكفي احتياجات الأسرة المكونة من 7 أفراد، فلجأ للعمل مساءً في «محل بقوليات»، وزوجته المخلصة تقف بجواره وتدعمه وتسانده، وتساعده على مصاعب الحياة.
رحلة «آمال» بدأت تكللها بعض النجاحات، فالمنزل الذي ضاق بهم ولم يعد قادرًا على احتوائهم وضمهم ولم شملهم، استطاعا بفضل كفاحهما المشترك أن يهجراه إلى منزلٍ أكبر قليلًا في منطقة «السيل الريفي» بمدينة أسوان، إلا أنهم شيدوه بتعب وجهد وقوة وتضامن، بذلوهم جميعًا في سبيل الحفاظ على الأسرة والانتقال بها إلى حياة أفضل.
كفاح الأم المثالية وزوجها استمر حتى تمكن أبناؤهم من الحصول على أعلى الشهادات الجامعية، فالابن الأول حصل على بكالوريس طب وجراحة، وأصبح من أشهر أطباء الباطنة في أسوان، والابن الثاني حصل على بكالوريوس إرشاد سياحي، والثالث على بكالوريوس علوم، أما الابنة الرابعة حصلت على بكالوريوس صيدلة وتزوجت بعدها، وتستكمل «آمال» الرحلة وحيدةً بعد وفاة زوجها مع ابنهما الخامس الذي يدرس في الصف الأول بكلية الطب.
تتويج رحلة «آمال» الطويلة جاء بالفوز بجائزة الأم المثالية على مستوى المحافظة، إلا أنها لم تعم بالفوز حتى الآن، حسب حديث ابنها الدكتور حسين الطيب لـ«الوطن»: «الحمد لله على فوز أمي بجائزة الأم المثالية، ولكن حتى الآن لم نخبرها لأنها مصابة بكورونا وفي عزل منزلي ونخشى عليها من الفرحة، ويتابعها شقيقي الدكتور محمد الطيب».
«نراها أفضل أم في العالم وليس في أسوان فقط».. كلماتٌ عبّر بها الطبيب الشهير عن امتنانه لوالدته، وعرفانًا بفضلها عليه وأشقائه، وتقديرًا لرحلة عطائها، «اجتهدت من أجلنا كثيرا وعانت قي تربيتنا حتى وصلنا لما نحن عليه الآن، والكلمات تعجز عن وصفها»، متمنيًا تعافيها وشفائها من إصابتها بفيروس كورونا بعد مخالطتها لخالتها التى توفيت منذ أيام في مستشفى العزل: «كلنا أمل أن يشفيها الله، وهذه هي أعظم هدية لنا وتكريم لها».