انتصارات الأم المثالية بدمياط: هزمت السرطان وتخرج على يديها مهندس ومحام
الأم
نادية حمودة، نموذج ملهم للمرأة المصرية، تمتلك قدرة غير عادية على تحويل المحن إلى حافز للنجاح، دخلت في معركة مع المرض الخبيث، وانتصرت عليه بعد عامين من الصراع، دون أن تتخلى عن دورها كمعلمة وأم لثلاثة أطفال في مختلف المراحل التعليمية، ولم تنسَ أيضا أنها أصبحت الأم والأب لهؤلاء الأطفال، بعد أن فارق زوجها الحياة.
السيدة نادية حمودة العلمي عمرها 54 عاما، أرملة منذ 6 سنوات حاصلة على شهادة معهد الدراسات التكميلية وليسانس الآداب والتربية، وعلى درجة معلم أول، وأيضا أم لثلاثة شباب هم «خالد» 22 عاما طالب بالشعبة الإنجليزية بكلية الحقوق جامعة المنصورة، و«محمد» 24 مجند في الجيش حاليا وخريج كلية الفنون التطبيقية، و«أحمد» 26 مهندس مدني.
يروي خالد أصغر الأبناء قصة كفاح والدته لـ«الوطن» قائلا: «توفى والدي قبل 6 سنوات وبدأت والدتي رحلة العلاج من المرض الخبيث، وبرغم المشقة التى اعنت منها والدتي لم تتراجع عن دعمنا لاستكمال مشوارنا التعليمي، بل وكافحت كى تنبى لنا منزلا يجمعنا، وظلت لنا السند والداعم والأم الحنون، وأصبحت هي الأم والأب والأسرة بأكلمها، وبالرغم من ارتفاع مصروفات تعليمي إلا أنها لم تتخلَ عن دعمي وتشجيعي.
ويستكمل «خالد» قائلا: «لعل أبرز الصعوبات التي واجهت والدتي هي إصابتها بالمرض الخبيث، وظلت تعافر إلى أن تعافت بعد رحلة علاج عامين، وساعدتنا في إدخار المال لدفع جزء من ثمن قطعة الأرض التي بنينا عليها منزلنا وبعض المحلات التجارية لتساعدنا على المعيشة وسداد باقى أقساط الأرض».
ويستطرد «خالد» متابعا: «دائما تشجعنا والدتنا على العمل والدراسة، فهي حريصة على أن نحقق أعلي الدرجات أثناء الدراسة، وفي وقت الصيف تحفزنا على العمل وقت الإجازة الدراسية لنبني مستقبلنا ونكتسب خبرة عملية، وعقب وفاة والدي كانت والدتي تعاني من مشاكل في التعامل مع الناس بشكل كبير، علاوة على أن تربية ثلاثة شباب ليست بالأمر السهل».
وعن مسابقة الأم المثالية قال «خالد»: قدمنا لوالدتنا قبل شهر في مسابقة الأم المثالية وبالفعل فازت وكان رد فعلها حينما فازت «يا ولاد مفيش داعي لكل ده والله»، أما «محمد» ابنها يقول يكفى معاناة والدتي مع المرض الخبيث وتحولها لأم وأب في ذات التوقيت.
و السيدة نادية حمودة، كانت تزوجت عام 1993 من زوجها الذي كان يعمل «أويمجي» بأجر أسبوعي في ورشة خاصة، وأثمر الزواج عن إنجاب 3 ذكور، وأصيبت عام 2010 بمرض «الكانسر» وحينها كان أولادها بمراحل تعليمهم المختلفة، وعانت مع مرضها و ترددت على المستشفى للعلاج والحصول على جلسات العلاج الكيماوي والإشعاعي بشكل مستمر مع حالة نفسية سيئة، لكنها لم تستسلم أبدا حتى انتصرت.
وكان زوجها هو الداعم الأول لها، يحثها على العمل واستكمال تعليمها، فكانت حاصلة على دبلوم دراسات تكميلية والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بنظام التعليم المفتوح.
وتوفى زوجها عام 2015 إثر إصابته بارتفاع شديد في ضغط الدم ونزيف بالمخ أثناء رعايته للصائمين بأحد المساجد، وحرصت الأم على استكمال مشوار زوجها وحثت أبنائها على استكمال دراستهم وكان مصدر دخلها الوحيد راتبها فلم يكن لزوجها معاش تنفق منه على الأولاد.