أشهر الإذاعات التي هاجمت مصر من الخارج.. أبرزها إذاعة «أبو الفتوح»
ميكروفون الإذاعة
لعبت الإذاعات دورا رئيسيا في الحرب النفسية التي كانت تمارس على شعوب العالم الثالث قبل دخول الجيوش إلى أراضيها، كانت كذلك في الماضي، وتطورت في الحاضر مع التطور التكنولوجي، وكانت مصر في بؤرة المستهدفين طوال تاريخها وما زالت، ولذا لعبت الإذاعات دورا كبيرا في الهجوم على نظامها الحاكم؛ وخاصة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي أرق مضاجع الغرب بمناصرته لحركات التحرر من الاحتلال في دول العالم.
وبحسب تعريف الإذاعات الموجهة، فهي تسعى لكسب عطف الجمهور بها ليقف إلى جوار البلد المرسل للإذاعة، ويتم ذلك عبر دراسات إستراتيجية مخطَّط لها، وترتبط الإذاعات الموجَّهة بوجود مصالح بين الطرفين.
«صوت مصر الحرة» أذاعت كذبا خبر عن مقتل «عبدالناصر»
وتعد أشهر الإذاعات التي هاجمت مصر من الخارج كانت إذاعة «صوت مصر الحرة» التي ظهرت في 28 يوليو 1956، مع العدوان الثلاثي على مصر وكانت تلقى دعما فرنسيا بريطانيا، وتكشف وثائق رسمية في الأرشيف البريطاني كيف تآمر مؤسس الإذاعة «محمود أبو الفتوح»، مع دول الاحتلال، لتنضم إذاعته إلى الأبواق الإعلامية التي كانت تهاجم «عبدالناصر» ومنها إذاعات «صوت الإصلاح»، و«راديو باريس»، و«صوت لبنان».
ولعبت «صوت مصر الحرة»، دورا كبيرا في تثبيط عزيمة المصريين خلال العدوان، حتى أنها أذاعت خبرا عن قتل الرئيس جمال عبدالناصر في مبنى قيادة الثورة نتيجة القصف الجوي البريطاني، وروجت لترحيب المصريين بمقتل «عبدالناصر» قبل أن تنكشف كذبتهم.
وتحدث الرئيس عبدالناصر، عن تلك الإذاعات التي تستهدف مصر، في خطاب له يوم 22 يوليو 1959م، قائلا: «تسع محطات بتهاتي ومعملتش أي شىء في هذا الشعب، ولم تحقق أي هدف من أهدافها. ولغاية النهاردة محطة إذاعة (صوت مصر الحرة) مازالت بتهاتي، واللي بيسمعها واللي ما بيسمعهاش بيعرف إن دي محطة بتتكلم باسم الاستعمار وبتذيع من باريس، وإنما هي تعبر عن الحقد اللي بيشعر به الاستعماريين والدول الاستعمارية بعد أن فشلوا وبعد أن انهزموا، وبعد أن انتزعنا منهم النصر».
سر هجوم إذاعة «صوت مصر الحرة» على عبدالناصر
وكان سبب غضب «آل أبو الفتوح» من «عبدالناصر» هو قرار مجلس قيادة الثورة مصادرة «جريدة المصري» ومطابعها والتي كانوا يمتلكونها، وبعد نهاية العدوان الثلاثي، تم سحب الجنسية المصرية من أسرة أبو الفتح مما دعا نوري السعيد إلى إعطاء محمود أبوالفتح الجنسية العراقية نكاية في عبدالناصر والتي سرعان ما سحبها منه عبدالكريم قاسم بعد ثورة العراق في يوليو 1958 ومات أبو الفتح في أوروبا في نفس العام ولم تقبله أي دولة ليُدفن فيها سوى تونس التي كان بورقيبة وقتها على خلاف أيضا مع عبدالناصر.
ودخل عبدالناصر في هجوم ضد بعض الإذاعات العربية والأجنبية التي كانت تهاجمه وتهاجم مصر، ومنها «إذاعة مكة»، و«إذاعة بي بي سي»، وهناك فيديو من خطاب شهير لعبدالناصر يتحدث فيه عن الحملة الممنهجة التي كانت تشنها تلك الشبكة على مصر خلال فترة حكمه، واتهمته بأنه «كلب»، ليرد عبدالناصر: «بتقولوا عليا أنا كلب طيب انتوا اللي ولاد ستين كلب.. وهنشتمكم ونشتم الملك بتاعكم كمان».