«من دمشق.. هنا القاهرة».. كواليس تضامن سوريا مع مصر بعد قصف الإذاعة
الإذاعة المصرية
يحتفل مُذيعو الراديو، وكذلك محبو هذه الوسيلة الإذاعية، باليوم العالمي للإذاعة، في 13 نوفمبر من كل عام، وذلك احتفاءً بالدور الكبير الذي تقوم به، سواء إخبار أو ترفيه أو خدمات.
لم ينسَ مُحبو الراديو، كواليس قصف الإذاعة المصرية على يد العدوان الثلاثي، عقب ظهر يوم 2 نوفمبر عام 1956، وانتقال البث الإذاعي المصري إلى دمشق بشكلٍ مفاجئ، في إطار القومية العربية، ومقولة «من دمشق.. هنا القاهرة».
قبيل خطاب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بساعاتٍ قليلة، شنّ العدوان الثلاثي قذائفه على أجهزة الإرسال الخاصة بالإذاعة المصرية في منطقة «أبو زعبل»، لتتوقف الإذاعة عن البث في الحال، وتنقطع السبل بشأن وصول الأخبار وآخر مستجدات العدوان إلى الجمهور في مصر وخارجها.
في مدة لا تتجاوز السبع دقائق تقريبًا، قرر المُذيع السوري عبدالهادي بكار، ومع نشرة الثانية ظهرًا عبر إحدى الإذاعات السورية هناك، أن يتضامن مع الدولة المصرية، وأنّ يُغير في النشرة، ليقول «من دمشق.. هنا القاهرة» بدلًا من «إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق»، ليلقَ حفاوة كبيرة آنذاك، وظلّ اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهور العربي.
وعلى هامش الاحتفال بالذكرى الواحد والسبعين لتأسيس إذاعة دمشق، روى الإذاعي السوري محمد قطان، كواليس القرار الذي اتخذه عبدالهادي بكار، بشأن التضامن ومقولة «من دمشق.. هنا القاهرة»، قائلًا: «كان يقف عادل خياطة وفؤاد شحاتة وغيرهم، وقد سمعوا العدوان الثلاثي على مصر، ووقف معهم عبدالهادي بكار، قبل تقديم النشرة، وبيقولوا ماذا سنفعل، ماذا سيصير؟ بدنا نهيأ أننا مع إذاعة القاهرة.. يتحدثون فيما بينهم، ولم يتبقَ وقتها سوى 7 دقائق على موعد النشرة، ليقول عبدالهادي دعوها لي.. والله قالها هو لم يُمليها عليها أحد.. عبدالهادي كان كتير جرئ.. وأول ما دخل أمام الميكروفون قال من دمشق.. هنا القاهرة.. من هنا نقدم لكم نشرة الأخبار».