صندوق سحري عاصره أجيال عديدة، كان شاهدًا على تاريخ مصر، وسيلة وحيدة استطاعت جمع أجيال عديدة وجذبهم نحوها، بغض النظر عن اهتماماتهم وميولهم، ودون الارتباط بمكان محدد، هو الراديو.
كان الراديو مسؤولًا عن إعلام الشعب بالأخبار والمعلومات التي يريدون الحصول عليها، قبل صناعة التليفزيون، أو وجود مواقع تواصل اجتماعي، أو شبكات الإنترنت.
وتحتفل الإذاعة المصرية اليوم بالذكرى الـ86 على إنشاءها، منذ انطلاق البث الإذاعي في 31 مايو 1934، وقبل هذا التاريخ كانت عبارة عن إذاعات أهلية يمتلكها أفراد محددين بالاتفاق مع شركة "ماركوني"، جرى تمصيرها في عام 1947 وكانت عبارة عن 4 محطات، بدأت بالبرنامج العام.
كانت جملة "هنا القاهرة" أشهر كلمات الإذاعة المصرية، وأول جملة انطلقت في افتتاحها عام 1934، وما زالت تترد في بعض البرامج إلى الآن.
أنشئ مبنى الإذاعة عام 1934 في شارع الشريفين بجوار البورصة المصرية، وظلت في مقرها بالشريفيين حتى عام 1960م، حيث جرى افتتاح المبنى الحالي "ماسبيرو" وأطلق عليه هذا الاسم تيمنًا بعالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو Gaston Maspero الذي كان يعمل رئيسًا لهيئة الآثار المصرية، وما زال مقر الإذاعة القديمة تابعة لها، وتعمل من خلاله إذاعة القاهرة الكبرى، التي تختص برامجها بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
بدأت الإذاعة بثها في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 31 مايو عام 1934 بتلاوة قرآنية للشيخ محمد رفعت، ثم حفل افتتاح لأم كلثوم، والمطرب صالح عبدالحي، ومحمد عبد الوهاب، وقصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، وألقى الشاعر علي الجارم قصيدة بصوته تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان، والمونولوجست محمد عبدالقدوس.
ومن أشهر مذيعي الإذاعة المصرية، أحمد سالم ابن محافظة الشرقية، أول مذيع في الإذاعة عام 1936، وأحمد سعيد أشهر مذيع مصري في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وترأس إذاعة صوت العرب في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من سنة 1953 إلى 1967، واعتبرت إذاعة صوت العرب في عهده من أهم الإذاعات العربية في تلك الحقبة.
قدّمت الإذاعة عدة برامج لاقت اهتمام الجمهور، بينها "ساعة لقلبك، على الناصية، كلمتين وبس، همسة عتاب، ربات البيوت، غنوة وحدوتة، ولغتنا الجميلة" وغيرها من البرامج.
تعليقات الفيسبوك