بريد الوطن.. نكران العِشرة.. (قصة قصيرة)
نكران العِشرة
تزوَّجها شابةً جميلةً لها لديه رحِم وقُربى.. أنجبت له البنين والبنات.. فلما اشتد ساعده قليلاً هجرها.. لم تنشغل عنه كما ادَّعى، بل كانت مطالب الحياة أقوى، ورعاية أولادها وإخوته ووالديه أوْلى.. وهو كل همه قضاء شهواته وملذاته.. تزوَّج عليها، فرضيت، لعلَّ زواجه يكون خيراً لها وله، ربما تقضى بعض مصالحه وتحمل معها عبء بيته، حسب زعمه.. لكن كانت الطامة، أهمل أُم العيال وتركها، وهى فى بيته.. بل كانت كقطعة أثاث، ويا لَلقسوة لم يحنِّن قلبه مرضها، فلم يواسِها بكلمة، ضَنَّ عليها بجملة من كلمتين «ألف سلامة»، التى انتظرتها منه طويلاً.. وبعد رحلة شاقة من «الحرمان والجوع والمرض والإهمال».. كبر أبناؤها، وساندوها، بل كانوا نعم المعين، وما زالوا.. ضيَّق عليهم فلم ييأسوا، طلبت الطلاق لاستحالة العِشرة، فأبى، أقامت دعوى للخلع فمنَّ الله عليها بالنجاة.. وحينما تنفَّست نسيم الحرية.. سألوها: هل ترجعين إليه؟ قالت متحسرةً: «خرجتُ من القبر فكيف أرجع؟ أكل حقوقى وقطع رحِمى ولم يراعِ عِشرة السنين.. احتسبت ذلك عند ربِّى.. آملة أن يعوضنى الله خيراً مما فقدت فى أولادى».. وها هى بشائر الفرج ونسماته تهلّ عليها.. مع صبرها وقلة حيلتها.. وهو -للأسف- كما هو لم يتغير.. يقول الله أرحم الراحمين: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً).
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com