بريد الوطن.. لقد انتصرت أيها المجهول
لقد انتصرت أيها المجهول
لقد سيطر الوُجُوم على تقاسيم وجهها البريئة وأَبَاحَت عيناها تلك الدموع الجامدة فى داخلها وهى تستند على مقعد فى حديقة خالية من البشر، وجدت طائرة ورقية صغيرة صُبت فى اتجاهها، رفعت عينيها الممتلئتين بالدموع وهى تفتش عن مصدر تلك الطائرة ولكن لم تجد أحداً فصاحبها فضولها فنظرت إلى الطائرة بعين فاحصة فوجدت بها رسالة مكتوبة كالآتى: «تلك الدموع التى تنزف من عينيكِ بألم باستطاعتك تحويلها بسحر جمال روحك إلى دموع تُزرف بسعادة، تقاسيم وجهك الذى احتله الوُجُوم باستطاعتك قتلها بابتسامة، إن شعرتِ بالإجحاف لا تيأسى ما زلتِ تملكين بعض القوة بل تمتلكين الكثير ولكنها مخبأة لشىء آخر، سيمدك الله بشحنتك المخزنة بالسعادة ولكن فى وقتها المحدد، استطعت الهرب من العالم بأسره فى ذلك المكان ولكن لم تستطيعى الهروب من جابر الخواطر»، أنهت الفتاة قراءة الرسالة وشقت ابتسامة صغيرة ثغرها ورفعت رأسها باحثة عن المراقب الذى يراها، فشعرت بحركة جانبها لتلتفت فتجد رسالة أخرى بجانبها على المقعد ففتحتها فقد كُتب فيها: «راهنت الوُجُوم بضحكتكِ فرفع راية الاستسلام بمجرد ابتسامتك» فكتبت له رسالة وتركتها على المقعد: لقد انتصرت أيها المجهول وها أنا ذا أبتسم، جزيل الشكر لك يا أيها المراقب. «لم أكن إلا علاجاً لجروح أرسلنى الله لأجبر بها».
رميثة عصام الطوخى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com