الأزهر: الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية أدى لظهور التيارات المتطرفة
"محيي" يؤكد أن مدعو السلفية اليوم هم أبعد ما يكونوا عن السلف الصالح
الدكتور عبد الله محيي وكيل كلية أصول الدين بجامعة الازهر
قال الدكتورعبد الله محيي وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية ومحاولة إثباتها دون إعمال العقل، هو ما أدى إلى ظهور التيارات الفكرية المتطرفة والجماعات المتشددة.
جاء ذلك خلال محاضرة "مدخل لدراسة علم العقيدة"، ضمن فعاليات الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس إدارة المنظمة، لعدد 27 إماماً وواعظا من دولة الصومال، عبرتقنية الفيديو كونفرانس تماشيا مع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وأضاف وكيل كلية أصول الدين، أن مدعي السلفية اليوم هم أبعد ما يكونواعن السلف الصالح، فالسلف الصالح هم أهل القرون الثلاثة الأولى من الصحابة والتابعين على اعتبار أنهم القدوة الصالحة، أما تيارات اليوم من مدعي السلفية التي تأخذ بالمعني الظاهري للنصوص وتوظفها حسب الأهواء والمصالح، فأمثال هؤلاء من المتشددين هم من خرج من تحت عباءتهم الدواعش والجماعات المتطرفة والتيارات المتعصبة.
وأشار محيي، إلى أن الأشاعرة والماتريدية هم الامتداد الحقيقي لما جاء في السلف الصالح ، وهم من أكبر مدارس أهل السنة والجماعة لأنهم يأخذون بضوابط التأويل ولا يأخذون بظاهر النص، فالسلف أصحاب فكر ومنهج قائم على الجمع بين العقل والنقل، لافتًا إلى أن الأزهر يتبنى الفكر الوسطى، وأن رسالته الحقيقية هي التعريف بعلوم الشرع الحنيف الذي يعد صمام الأمان للمجتمعات.
وفي الختام، طالب أئمة ووعاظ الصومال، أن يكونوا قدوة في مجتمعاتهم، وأن يحملوا على عاتقهم مهمة جمع الأفكار الفاسدة عن الدين، وعرضها ونقدها بالحجة والبرهان والعقل والإقناع.