بريد الوطن.. الأسانسير المرعب والسلم الآمن
الأسانسير المرعب والسلم الآمن
أسرع مما تتصور طلوع ناطحة سحاب بذلك الاختراع الذى خدم البشرية، وأزال عبئاً ومجهوداً جباراً عن البشرية، ولكن لا تنطبق السرعة الجنونية فى الصعود فقط، إنما أيضاً فى الهبوط، إنه الأسرع، ولكن ليس الآمن، أما عن السلم الآمن فإنه الأصعب على الإطلاق فى صعوده وحتى فى نزوله، إنه الأبطأ والآمن والأصعب، عكس هذا الاختراع الرهيب المصعد، أو الأسانسير، وهذا هو حال النجومية السريعة التى تصعد بسرعة الأسانسير، وتنزل أيضاً بسرعة الأسانسير، أما عن النجومية التى تصعد بسلم درجة درجة، عندما تهبط أيضاً تهبط درجة تليها الأخرى، وليس بسرعة الأسانسير.. نجوم الأسانسير ليسوا نجوماً، لأن نزولهم أسهل مما يتصورون، لأنهم لن يتدرجوا لكى يعرفوا قيمة كل درجة يصعدون إليها، إنها نجومية الكفاح وليست نجومية الأسانسير التى يتربع عليها نجوم الزمن الجميل، ولا داعى لكى أذكر أسماء لأن أسماءهم محفورة فى ذاكرتنا جميعاً، إنهم نجوم وليسوا نيازك موجودة فى السماء ولكن حجر معتم.. نجوم السلالم مهما نزلوا، فهم ينزلون درجات وليس أدواراً، ونجوم الأسانسير يهبطون كما أنهم لم يصعدوا على القمة، لأن من تعب فى الصعود لا يمكن أن يهبط بسهولة، ولكن كيف يفعلون ذلك بسهولة؟ هل من يصنعه النجوم، وهم الجمهور، وصل بهم الحال ليوزعوا النجومية لكل من هب ودب؟ يجب أن نعرف كيف نختار، لأن من نختارهم يكونون مثلاً أعلى لأبنائنا، ويجب علينا أن نتوخى الحذر فى اختيارنا للنجوم. الخلاصة نجوم الأسانسير سهل جداً نزولهم لأنهم استخدموا الأسانسير فى الصعود والهبوط.
مراد عزمى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com