م الآخر| شالوا ألدو وحطوا شاهين
مرت البلاد في الآونة الأخيرة بتقلبات سياسية وفكرية وثقافية، وظهرت أطياف عديدة ومسميات كثيرة لم تكن موجودة من قبل، فبعد ثورة 25 يناير ظهر على الساحة ما يسمى بشباب الثورة والأحزاب الثورية و و و..إلخ.
وبعد ثورة 30 يونيو تغيرت الأحوال نسبيًا، وظهر بعض شباب الثورة على حقيقتهم وتمويلهم من الخارج لتنفيذ مخطط تخريبى لتدمير البلد، ولكن تصدى لهم وللممولين الحاقدين على البلد من يتميز بالوطنية والانتماء لهذا الوطن.
حماكي الله يا مصر من كل نفسٍ حاقدة وغادرة تطعن قلبها بأسوأ الطعنات الغادرة القاتلة، فكل من ينتمي لهذا الوطن يأمل أن تفوق البلد من كل هذا الغم والخراب، ونأمل الاسقرار لهذ البلد الحبيب.
قرر الشعب في البداية عزل الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومحو تاريخه بكل ميزاته وعيوبه ولا نختلف في ذلك لأن الرجل له من المميزات التي أدت إلى استقرار البلد في عهده الأول، وتشييد البنية التحتية الأولية، ولكن بعد ذلك ظهرت العيوب الكثيرة من اضمحلال في مستوى المعيشة؛ ما أدى إلى خلعه من منصبه وهذا ليس بتحيز لعصر مبارك، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نعترف بها، وجاء بعد ذلك عضوًا من جماعة الإخوان المسلمين وتملك زمام البلاد، ولكنه وجماعته وأهله وعشيرته قد فهموا الحكم في هذا البلد الأمين فهمًا خاطئًا وعادوا كل طوائف المجتمع من قضاء وإعلام ومثقفين، وأدوا إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالبلد.
فقرر الشعب أن يخلعه أيضًا، كمثل ما قيل قديمًا (شالوا ألدو حطوا شاهين.. ألدو قال مانتوش لاعبين).
فنحن الآن أول الشعوب التي لها رئيسين مخلوعين في أقل من 3 سنوات، ولهذا يقدّرنا العالم كله كل التقدير على قوة الإرادة والعزيمة للتغيير.
لذلك نأمل أن يأتي من هو أفضل لهذا الوطن، ومن وجهة نظري ليس تحيذًا لأحد أتمنى من يأتي يكون له الشخصية القوية لإدارة زمام الأمور، ويكون إما عسكري أو مدني، ليبرالي أو اشتراكي.. ولكن ؟!.
يجب أن يتحلى بصفات عديدة أهمها الوطنية للبلد، ومصلحة البلد فوق مصلحتة الشخصية وخوفه على أهل بلده ورفع المستوى المعيشي لهم، ورفع مكانة البلد بين سائر البلدان وبعدها النظر في مؤسسات الدولة، والحد من الفساد المتفشي بالبلد.
من هنا أقول أن من سيأتي بهذه الصفات الأولية سيحظى بقبول تأييد الشعب، وسيكون رمزًا لهم وندعوا من الله عز وجل أن يولي من يصلح على حكم هذا الوطن الغالي.