تعامد الشمس على معبد حتشبسوت "الدير البحري" بالأقصر غدا
القاضي: ظاهرة تعامد الشمس على المعابد والآثار المصرية تستحق الدراسة
ارشيفية
كشف الدكتور محمد جاد القاضي، رئيس معهد البحوث الفلكية، التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمية، أن غدا السادس من شهر يناير، تتعامد أشعة الشمس عند شروقها، على قدس أقداس معبد حتشبسوت "الدير البحري" بالأقصر، للمرة الأولى هذا العام.
وأضاف "القاضي" في بيان له، أن معبد حتشبسوت يقع على الضفة الغربية من نهر النيل، مستندا إلى الجبال التي تفصله عن وادى الملوك.
وتابع أن الشمس ستشرق على المنطقة، في تمام الساعة 6:36:41 صباحا، وبعد ارتفاعها عن خط الأفق بمسافة قوسية، تسمح بسطوعها بعد خمس دقائق تقريبا، تبدأ ظاهرة التعامد، حيث تتسلل الأشعة عبر البوابة الرئيسية لمعبد حتشبسوت "الدير البحري"، حتى تصل إلى قدس الأقداس.
معلنة ظاهرة التعامد، التي بلا شك كانت تُمَثِّلُ لحظة خاصة تجري فيها مراسم خاصة في هذا المعبد.
وأشار إلي انه في لحظة التعامد، يكون انحراف الشمس الأفقي 115,43 درجة قوسية، مقاسةً من اتجاه الشمال الحقيقي "الجغرافي"، في اتجاه عقارب الساعة، موضحا أن هذا الانحراف، هو بالضبط اتجاه المعبد الذي صُمِّمَ في هذا المكان وبهذه الكيفية، متخذا هذا الاتجاه من أجل استقبال هذه الظاهرة في هذا التوقيت.
ونوه بأنه يمكن للشخص الواقف على محور المعبد، أن يرى تسلل الأشعة الشمسية، حتى تصل إلى قدس الأقداس لتضيئه.
ولفت إلى أنه سيكون هناك تعامد ثانِ للشمس على قدس أقداس هذا المعبد، يوم 9 ديسمبر 2020، بنفس الكيفية مع فارق التوقيت.
وأوضح "القاضي"، أن ظاهرة تعامد الشمس والأجرام الفلكية على المعابد والآثار المصرية القديمة، من الظواهر التي تسترعي الانتباه، وتستحق الدراسة، لما فيها من معمار هندسي معتمد على علم الفلك، ما يشير إلى تقدم الحضارة المصرية القديمة في هذا المجال، كما أن دقة التنفيذ في التعامل مع الصخور والحجارة المعتمدة على التصميم، تبرز في هذا الأمر.
أما عن الاستفادة من هذه الظاهرة، يمكننا الاستعانة بها في فهم الحياة العقائدية لهذه الحضارة بشكل أعمق، وكذلك توقيت بناء هذه الآثار، ما يجعلنا نوثق التاريخ بشكل أعمق.
وأخيرًا تُعتَبر هذه الدراسة مفيدة في تصميم وبناء المباني الصديقة للبيئة، بالاعتماد على توجيهها، بالنسبة لأشعة الشمس بحيث يجري الاستفادة من الطاقة بشكل أفضل، وتقليل إهدارها بقدر الإمكان.