«الوطن» ترصد خريطة الصراع الجديدة بين واشنطن وموسكو من أوكرانيا وفنزويلا إلى دول الشرق الأوسط
كان التوتر والصراع اللذان سادا العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا فى أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية كفيلين بخلق حالة من التنافس الشرس بين القوتين العظميين، إلا أن الدولتين العظميين كانتا فى أضعف حالاتهما بعد الحرب العالمية، ولم يكن فى مقدور أى منهما الخروج إلى حرب مباشرة، فتحول الصراع إلى حرب بالوكالة وصراع مصالح على بناء الإمبراطوريات فى العالم. كلٌّ مضى فى طريقه يسعى لبناء الإمبراطورية الأقوى من خلال التحالفات، وكان العامل الأهم فى بناء تلك التحالفات هو صفقات الأسلحة وتمويل الصراعات فى مناطق بعينها لإثارة الاضطرابات فى مناطق نفوذ القوة المنافسة.
وفى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، مارست «واشنطن» ضغوطاً هائلة على الاتحاد السوفيتى أفضت إلى إنهاء حالة الحرب بينهما، وسرعان ما انهار الاتحاد السوفيتى لتبقى الولايات المتحدة هى القوة العظمى الوحيدة فى العالم. أكثر من عقد كامل قضاها «الدب الروسى» فى «سبات عميق»، ليستيقظ فجأة على وصول الرئيس القوى فلاديمير بوتين الذى يسعى إلى استعادة النفوذ الروسى فى العالم أجمع، وكانت نقطة انطلاقه اكتشافات الغاز التى سهلت له طريقه من خلال التنازل عن ديون العراق وليبيا وغيرها من الدول، فى محاولة لاستمالتها من جديد.
استمرت الأوضاع على ما هى عليه ما يقرب من عقد تقريباً، ليأتى عام 2013 ليصبح بمثابة عام «الصحوة» الروسية و«الكبوة» الأمريكية، خاصة أن «واشنطن» بدأت تتدخل فى مناطق نفوذ الدب الروسى، لتبدأ من جديد حلقة مفرغة من تاريخ الصراع بين البلدين على السيادة الإقليمية فى «حرب باردة» جديدة على نطاق أوسع، فكانت نقطة الانطلاق فى سوريا وإيران، لتمر بعدها بمصر.
أخبار متعلقة
«الوطن» ترصد خريطة الصراع الجديدة بين واشنطن وموسكو من أوكرانيا وفنزويلا إلى دول الشرق الأوسط
بوتين وأوباما.. مواجهة عنيفة بين «الدب» الروسى و«الحمار» الأمريكى
أوكرانيا.. صراع شرس على «الثورة البرتقالية»
فنزويلا.. على خطى «شافيز»
سوريا.. فى «أرض الدم» يكسب الجميع.. ويخسر الوطن
العراق.. من هنا بدأت «المأساة».. ولا تنتهى
إيران.. المصلحة تتحكم
دبلوماسيون وخبراء: نعيش «حروب المصالح».. وعلينا المواجهة بقوة وذكاء