هنا "سواعد الخير" في "شقة" طوسون: نطبخ لـ1200 فقير شهريا
«شباب متطوع» يحولون شقة إلى «مطبخ خيري» لإطعام 1200 شخص شهريا
بشرائح اللحم والسمك والأرز المطبوخ مع الخلطة السرية في الطهي.. تلك أنواع من الأطعمة يكتظ بها طبق واحد من ورق «الفويل» يعدها «مطبخ الخير» لتكفي فردا واحد، والذي أقامته مجموعة شبابية من فريق التطوع «سواعد» ليوم من الأسبوع على مساحة "شقة" كاملة تبلغ 120 مترا، كائنة بمنطقة طوسون، شرقي الإسكندرية لإطعام 300 فرد أسبوعيا.
قبل عام، شرع المهندس أشرف حراز لتأسيس مطبخ مجهز من وسائل الهوية المعتادة، وكذلك معدات الإنقاذ من مطفأة حرائق وحقيبة إسعافات أولية تحسبا لحماية المتطوعين، بالإضافة إلى مخزن خاص يحتوي على ثلاجة كبيرة الحجم لحفظ الأطعمة بكميات، وأواني طهي كبيرة الحجم، وفرن، حيث يتضاعف العمل في أوقات المناسبات.
من خلال أبحاث اجتماعية عن طريق 4 جمعيات خيرية بالإسكندرية، يتعاون معها المطبخ الخيري للوصول إليهم، والانتقاء بين الحالات المحتاجة الأولية، وكذلك إعداد قوائم لحصر للمرضى المحتاجين لنوعيات معينة من الوجبات، ويقول "حراز" لـ"الوطن"، إن الهدف هو إعداد وجبة مشرفة عن "مطبخ سواعد"، حيث أنه تم تأسيس 66 مطبخا على مستوى محافظات مصر من خلال جمع أطعمة وأموال الإحسان من المتبرعين.
ليلة واحدة كافية لإنهاء إعداد 300 وجبة أسبوعيا، بمجرد أن يتجمع المتطوعون، حيث يشارك في المطبخ مسؤول إدارة جودة للتناسق بين الأطعمة المعروضة في الوجبة الواحدة واختيار الأصناف، بالإضافة إلى مسؤول مخازن المختص بشراء الأطعمة، وكذلك مشاركة الأطفال، من بينها فجر الإسلام محمد، ذات الـ10 سنوات، والمتخصصة كما يعرفها والدها محمد رمضان، أحمد المتطوعين، في تكييس الفاكهة ومن ثم توزيعها على الأسر.
ولا ينسى القائمون على الطبخ بعض التعليمات حفاظا على السلامة، بينما ترفق على جدران الشقة المهيئة لاستخدامها "مطبخا" تعليمات الأمن الصناعي تضمن دليل إرشادات لاستخدام الغاز، وكذلك تعليمات غلق المطبخ، مختتما بعبارة إلزامية للمتطوعين "النظافة عنوان مطبخنا حفاظا على طعام الفقراء".
يؤكد "حراز" أن فكرة المطبخ تنشر معاني الإحسان وأشكاله بين الناس: "هدفنا نشر الخير بين الناس وحثهم على فعله"، فيما يحلم ومن معه من القائمين على فريق سواعد بتأسيس 1000 مطبخ على مستوى محافظات مصر وأن تكون فكرة الخير والإطعام منتشرة في كل بيت مصري بما يجدون في ذلك رفعة لقيمة الإنسانية بين البشر.