تفاصيل أول جلسة عرفية لإنهاء ثأر عمره عاما بالعامرية غرب الإسكندرية
تفاصيل أول جلسة عرفية لإنهاء ثأر عمره عاما بالعامرية غرب الإسكندرية
بنبرات عالية، تردد نداء التكبير "الله أكبر"، قدم "عنتر عوض" كفنه، اليوم، بالإضافة إلى إقامة صوان خشبي، وتقديم ذبيحة مع الأخذ بسند لبيع البيوت المقامة بشارع الكابلات بحي العامرية ثان، غرب الإسكندرية، بعد أن نجح وسطاء الخير في عقد جلسة صُلح عرفية لفض النزاع بين عائلتين يرجع أصولهما من أسيوط، حيث عائلة المجني عليه "ياسر صالح ياسين" والذي قتل نتيجة إصابة بطلق ناري في الساق اليمنى، وعائلة "صبري عوض" و"الجاني".
وحصلت "الوطن" على محضر الجلسة العرفية الذي حكم على الجاني "عنتر صبري عوض" باعتراف أشقائه بأنه كبير لهم، بتقديم كفن وإقامة صوان وتقديم ذبيحة وبيع البيوت المقامة كاملة بمنطقة الكابلات على أن يجرى ذلك في خلال سنة كاملة منذ كتابة المحضر، وتصوير فيديو سند لحين بيع البيوت.
وأضاف المحضر أنه الطرف الثاني و"الجاني" ينفذ كل شيء يطلب منه لطرف المجني عليه في مقابل أن يقوم بالعدول والتنازل عن القضايا المقامة والخصومة المقامة أمام النيابة العامة والقضاء بالتنازل، حيث وقع الطرفان على المحضر دون إكراه.
قصة النزاع ترجع إلى خلاف عائلي نشب بين العائلتين قبل عام، واللتين تربطهما صلة قرابة ما أسفر عن قتل "ياسر صالح"، 42 عاما، وهروب المتهم الأول "سيف صبري عوض"، 34 عاما.
وتمكنت رجال الشرطة والمباحث من أقسام العامرية أول وثان، قبل 8 أشهر، والعمدة "محمد الراوي" عن أبناء النيل لتمثيل وسطاء الخير لانقضاء جلسة الصلح، وتقدم "عنتر عوض" كفنه، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقال نبيل الخواجة، القاضي العرفي، إن ثوابت الجلسة العرفية ضامنة لتنفيذ الطرف الثاني والجاني شروط الاتفاق وذلك بشهود ضامنين، حيث يجرى ذلك بعيداً عن رؤية المحكمة واتخاذ الشق الجنائي مساره الطبيعي، مؤكداً أن القاضي يتمنى أن يحدث عدول ومن ثم يخفف الحكم بعد ثبوت شرط رضاء الطرفين.
وأضاف "الخواجة"، لـ"الوطن"، أن الطرف الثاني وهو الجاني عليه أن ينفذ كل شئ يطلب منه طرف المجني عليه في مقابل أن يقوم بالعدول والتنازل عن القضايا والخصومة المقامة أمام النيابة العامة والقضاء.
وقال المهندس مدحت عبدالفضيل، رئيس حي العامرية ثان، إن تلك الجلسة تعد انطلاقة أولى لكسر العادات والتقاليد القديمة الجامدة فيما استطاعوا وسطاء الخير إزالة المعوقات الكثيرة في سبيل التوصل إلى حل يرضي الطرفين حقنا للدماء.
وأضاف "مدحت" أنه جرى ذلك من خلال تقريب وجهات النظر لإقناع الطرف الثاني بتقديم الكفن للطرف الأول وتم قبول ذلك من قبل المتوفى.
من جانبه، قال "عنتر عوض"، الذي تقدم بكفنه، إنه فعل ذلك نتيجة صلة الرحم والود الذي تجمعه بالمتوفى وأسرته، موضحا أن عملية الصلح بدأت من خلال إرسال العمدة محمد الراوي 8 رجال إليه لإقناعه وتقريب وجهات النظر.
وأضاف أنه دفع 120 ألف جنيه، مقابل تكاليف شراء الأضحية لإطعام الأهالي وإقامة الصوان في مقابل إرضاء الطرف الأول وهو المجني عليه.
وقال الشيخ طلعت يونس، وكيل العلوم الشرعية بالأزهر الشريف، إن الناس جنحت إلى السلم بفضل رجال الأمن والشرطة وكبار المنطقة، في حين إن أهالي العامرية يميلون إلى الفكر السلفي الذي يرفض مبدأ العفو عند المقدرة.
وأضاف "يونس" أن الطرف الثاني وهو الجاني ارتضى تقديم الكفن وتنفيذ شروط الطرف الأول حقنا للدماء، وتشبثا بأعراف الإسلام والرسول في العفو والتسامح.
وأشار إلى صعوبة الأمر لأن بينهم صلة رحم وقرابة، موضحا أن عملية الصلح استغرقت وقتا لتزييل تلك العقبات حتى تمام إنجاحها.
وحضر الجلسة النائب هيثم الحريري، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك، والعمدة محمد الراوي والأهالي من العائلتين، وسط إجراءات أمنية مشددة.