«اتحاد كتّاب مصر»: ليست مهمة مؤسسة منفردة.. وقضية الثقافة تهم المجتمع بأكمله
الدكتور علاء عبدالهادي رئيس اتحاد كتّاب مصر
أكد الدكتور علاء عبدالهادى، رئيس اتحاد كتّاب مصر، أن البلدان العربية تحتاج استراتيجية جديدة للثقافة. وأضاف «عبدالهادى»، فى حواره لـ«الوطن»، أن الاتحاد يقوم بدور فاعل فى المشهد الثقافى، من خلال حضور أعضائه كشريك مهم فى وضع السياسات الثقافية للدولة، وكذلك المشروعات الثقافية التى يرعاها الاتحاد فى الفترة المقبلة، كما لا تغيب عنه قضايا أمته العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار:
لا يختلف اثنان على تردِّى الوضع الثقافى لمصر والبلدان العربية فى الوقت الحالى.. فكيف يمكن الخروج من هذه المرحلة؟
- أرى أن هناك خطوات جوهرية يجب وضعها فى الحسبان، قبل التصدى لرسم أى سياسات ثقافية جديدة، وهى ضرورة الإنصات للتفكير الجمعى، عبر استطلاع آراء أكبر عدد من المثقفين على المستويين القُطرى الجزئى والكلى العربى. ولا نقصد بهذا الوصف هؤلاء الذين نراهم فى كل الصحف، ومع كل الحكومات أو السياسات فحسب، فنحن مهتمون باستعادة المثقفين الحقيقيين إلى دورهم الفاعل فى مواجهة الفساد، وتردِّى الأوضاع الثقافية والاجتماعية. ثانياً، ضرورة البدء فى تقويم أداء السياسات الثقافية للمؤسسات القائمة، وتقويم تأثيرها على الواقع الاجتماعى، وهذا هو المؤشر الوحيد لنجاحها، الذى يحدد على نحو قاطع أثر الإنفاق الثقافى على المستوى الاجتماعى. ثالثاً أن نسعى جميعاً إلى وضع معنى لثقافة عربية تمثل مجمل عناصر الأمة التاريخية والحضارية. رابعاً أن تهتم الاستراتيجية المقبلة بطرح البديل الثقافى من خلال فهم للثقافة لا يرتبط بالحدود الضيقة للكتابة الأدبية فحسب، بل يرتبط بالمثقف بالمعنى الاجتماعى للثقافة، ذلك لأنها مهمة مجتمع كامل وليست مهمة وزارة. خامساً أن يكون من الأهداف الكبرى لهذه الاستراتيجية أن تدفعنا إلى هوية ثقافية متخيلة قادرة على تحدى ظرفها الحضارى المعيش، لخلق وعى عام يدفع إلى مستقبل يرغب فيه المجموع، بدلاً من مستقبل تخلقه المصادفة والظروف.
«عبدالهادى»: لست ضد نقل معرض الكتاب والحكم بعد التجربة.. وجائزة أحمد شوقى للشعر يمولها الاتحاد ذاتياً
ما الدور الفاعل لنقابة اتحاد الكتاب فى هذا المشهد؟
- النقابة هى الجناح القوى للثقافة فى مصر، وهى وزارة الثقافة الفعلية بعد وزارة الثقافة الرسمية، بتأثير الرأسمال الرمزى الكبير لأعضائها ممن يزيدون على أربعة آلاف شاعر وروائى وناقد ومبدع ومفكر. نحن نقوم بواجبنا الثقافى من خلال البنية الجديدة التى وضعناها من لجان وشعب وورش إبداعية وفكرية، تجاوز الثلاثين لجنة وشعبة فكرية ومهنية لها نشاط شهرى مطرد، وفق لوائح جديدة، ونقوم بواجبنا عبر الاهتمام القائم بالعضويات المنتسبة، وفتح الباب لها ليكون الاتحاد مدرسة الثقافة والفكر والوطنية فى مصر، مع التدقيق الشديد فى العضويات العاملة، وفق لائحة قيد جديدة تفرق بين الأديب والمتأدب، فى العضوية دون النشاط، كما سمحنا لجيل الشباب من غير المنضوين تحت راية النقابة بخاصة للاشتراك فى نشاطات الاتحاد وورشه المختلفة. ونقوم بذلك من خلال ما قمنا به فعلاً بتحويل اللجان الإدارية فى الأفرع إلى نقابات فرعية حقيقية، وفق لائحة جديدة، مع زيادة مخصصاتها المالية، واستقلاليتها النسبية، وفتح أفرع جديدة، لتقوم الفروع بمهماتها المنوطة بها فى سياق التنوير الثقافى. كما نقوم بذلك فعلاً ونصاً من خلال مشاركة النقابة فى وضع السياسات الثقافية العامة للدولة من موقع الشريك وليس التابع، وهذا ما نحاول خلق سياقه باطراد فى إطار من التعاون المشترك مع وزارة الثقافة.
فى ضوء الاستعداد للاحتفال بمرور 50 سنة على انطلاق معرض الكتاب.. ما رأيك بنقل المعرض؟
- لا نستطيع الحكم قبل الاختبار، فلو تعلق الموضوع بتغيير المكان فهذه ليست المرة الأولى التى يتغير فيها مكان المعرض، لكن وزارة الثقافة -كما علمنا- أعدت خطة شاملة لتوفير مواصلات وتسهيلات غير مسبوقة لفئات كثيرة من زوار المكان على مستوى التنقلات بأنواعها أو تذكرة الدخول، أو نظافة المكان وتوافر الخدمات، كل ذلك على نحو يليق بمعرض كتاب مصر، السؤال المهم هو ما يرتبط بسعر الكتاب، وهذه نقطة أساسية فى رأيى يجب الانتباه إليها، ورأيى أنه سيكون معرضاً للكتاب ناجحاً يليق بالاحتفال بمرور خمسين سنة على إطلاقه.
الاتحاد شريك مهم فى وضع السياسات الثقافية للدولة والبلدان العربية تحتاج استراتيجيات جديدة للثقافة على أراضيها
ما الذى يمكن أن نعرفه عن جائزة أحمد شوقى الدولية للإبداع الشعرى التى أطلقها الاتحاد؟ وما الجهة الممولة؟
- الاتحاد هو من يمول جوائزه، وتمنح الجائزة -مزاوجة- لشاعرين كبيرين، أحدهما من مصر والآخر من خارجها. ممن تتوافر فيهما سمات التفرد الإبداعى، والتفوق الشعرى، وتُقبل الترشيحات من الهيئات الأكاديمية، واتحادات الكتاب العربية، وغير العربية، ونوادى القلم، والمؤسسات الأدبية والثقافية الكبرى، ولا يحق لمرشح التقدم إلى الجائزة بنفسه، ويكون الترشيح عن مجمل إبداع الشاعر، وقد تشكل مجلس أمناء للجائزة، مدته أربع سنوات، ويشكل مجلس الأمناء لجان الفحص على النحو الذى يراه مناسباً، على أن ينال الجائزة الفائز أو الفائزة بأغلبية أصوات مجلس الأمناء. يعلن عن فتح باب التقدم إلى الجائزة فى شهر أكتوبر حتى نهاية شهر ديسمبر من كل عام، ولا يُنظر فى الإنتاج الذى يصل إلى مقر اتحاد الكتاب بعد انتهاء الموعد المحدد، ويشكل مجلس الأمناء لجان الفحص على النحو الذى يراه مناسباً، وتعلن نتيجة الجائزة فى اليوم العالمى للشعر، 21 مارس من كل عام. وتقام ندوة أدبية حول أعمال الفائز أو الفائزين فى حفل العام التالى لنيله الجائزة. قيمة الجائزة مائة ألف جنيه لكل فائز، ويُمنح ميدالية أحمد شوقى التى صُممت خصيصاً للمناسبة. وسيتم الإعلان بعدة لغات عن الجائزة تفصيلاً خلال أيام.