هيفاء وهبى: نجاحى يستفزنى ويطيّر النوم من عينى.. وعمرو دياب «فداه 100 لحن»
هيفاء وهبى
تعزف النجمة هيفاء وهبى على أوتار موهبتها، لتطلق ألحاناً تمس قلوب محبيها من مختلف الأعمار، وتجعلها تغرد وحدها خارج السرب فى الغناء والتمثيل، فبعد أن أثبتت نفسها كممثلة فى تجارب سينمائية وتليفزيونية مهمة خلال الأعوام الأخيرة، كرست اهتمامها أخيراً لتقديم ألبوم غنائى يُشبع رغبات جمهورها، فاختارت المرأة محوراً لموضوعات الألبوم الذى أطلقت عليه اسم «حوا»، وطرحت أغنياته بمعدل أغنية كل يومين عبر قناتها الرسمية بموقع «يوتيوب». «هيفاء» فى حوارها مع «الوطن» تكشف سبب تقديمها لألبوم غنائى كامل عن المرأة، وتتحدث عن أول مؤلفاتها الغنائية «هفضل» الذى أحدث نجاحاً كبيراً، وسبب عدم استعانتها بشركة إنتاج فى ألبومها الجديد، وكشفت عن آرائها فى الحب وعلاقة الرجل بالمرأة، وأوضحت حقيقة تعاقدها على بطولة مسرحية جديدة، وموقفها من المشاركة فى سباق دراما رمضان 2019، وكشفت رأيها فى أزمة المغربى سعد لمجرد المتهم فى واقعة اغتصاب فتاة فرنسية.
لماذا قررت تقديم ألبوم غنائى كامل عن المرأة تحت عنوان «حوا»؟
- لأن القضايا الحياتية للمرأة مرتبطة بمشاركة الرجل فيها، ولذلك حاولت إظهار دوره فى قصص أغنيات «حوا»، أى إن الألبوم ليس مقتصراً على حواء فقط، فهى بمثابة الراوية التى تحكى قصصها من وجهة نظرها.
نجاحى يستفزنى ويُطيّر النوم من عينى.. وأرفض أن أكون أسيرة آراء وتوقيتات معينة.. ولا أصنف أغنيات «حوا» كـ«كليبات»
ولكن أغنيات ألبومك تنحاز للمرأة بشكل كبير؟
- نشاهد قصص الأغنيات من وجهة نظر الأنثى، بغض النظر عن مدى صحتها من عدمه، ولكن المهم الاستماع لوجهة نظرها، خاصة أن كل أغنية تمس وجدان مستمعيها، وتستعيد معهم جانباً من ذكرياتهم، وللعلم فكلمات كل أغنية «ممكن الرجالة تحسبها ليهم أو للمرأة»، بمعنى أنها يمكن أن تكون حديثاً من شاب لفتاة وليس العكس فقط.
«قَلّها بحبّك» أغنية رصدت تلاعب عدد من الرجال والسيدات بمشاعر بعضهم البعض.. لماذا اخترت هذا الموضوع لمناقشته؟
- دائماً ما نقول «لما بنحب حد مش بنشوف أخطائه»، وعندما نتحدث عن هذه الأخطاء نُتهم بعدم حب صاحبها، وهنا أتساءل: «هو لازم أبقى عمياء أو أشوف أخطاء حبيبى من غير مشاعر؟ مينفعش أكون بحبه وأنا عارفة أخطائه».
إذن أنت تعارضين مقولة «مرآة الحب عمياء»؟
- بالتأكيد، وأسأل «لماذا لا نحب ونتفاهم فى اختلاف الطباع والشخصيات؟».
كيف توصلت لفكرة طرح ألبومك بمعدل أغنية كل يومين عبر قناتك الرسمية بموقع «يوتيوب»؟
- توصلت للفكرة من رفضى الاستعانة بجهة إنتاجية فى هذا الألبوم، فكان لا بد من إعداد خطة لطرحه، إلا أن مدير أعمالى الملحن محمد وزيرى اقترح تنزيل الألبوم عبر قناتى الرسمية بـ«يوتيوب»، وتوزيعه عبر تطبيقات «آيتونز» و«أنغامى» وغيرهما، واكتشفت أن هذا التوجه سيتيح للجمهور مساحة أكبر للتعرف على الأغنيات، وسيمنح كل أغنية الفرصة بالحصول على حقها فى الاستماع.
هل رفضك لعروض شركات الإنتاج سببه خشيتك من تدخلاتهم فى اختيار كلمات وألحان أغنياتك وما شابه؟
- لم أتعرض لمثل هذه التدخلات فى ألبوماتى السابقة، وربما تتبع شركات الإنتاج هذا الأسلوب مع المطربين الجدد، ولكنى أرفض أن أكون أسيرة آراء معينة أو توقيت بعينه أو تركيز على أغنية دون باقى الأغنيات، لأن أغنيات الفنان فى رأيى أشبه بالفراشات المُلونة، التى يريد إطلاقها جميعاً لتحظى بنفس الاهتمام والمتابعة، كما اكتشفت أن أرشيفى الغنائى مملوك لشركات الإنتاج، وبالتالى لا أملك أى محتوى غنائى على «يوتيوب»، ولذلك فكرت فى طرح الألبوم عبر قناتى الرسمية بـ«يوتيوب».
أتصنفين أغنيات الألبوم التى شهدت أداءً تمثيلياً منك تحت بند الكليبات؟
- ليست كليبات، فـ«أوديو» الأغنية يُطرح مصحوباً بكلماتها وصورة الفنان على «يوتيوب»، وبما أننى لا أنفذ الأشياء على كلاسيكيتها، قررت تحريك الصورة بحضور منى فى كل الأغنيات، ولكنى كى أقدم قصة أغنية «فلازم يكون الفيديو كليب بشكل تانى خالص».
تأثرى بـ«قالوا سابنى» غيّر ملامحى.. وجرأة «هفضل» جعلتنى مترددة فى طرحها كأول مؤلفاتى.. وخجل وهدوء وانطواء سعد لمجرد يمنعنى من تصديق واقعة اتهامه بالاغتصاب
وما الأغنيات التى تفكرين فى تصويرها بطريقة الفيديو كليب؟
- آراء الناس فاجأتنى وغيرت خططى واتجاهاتى، التى كنت أستعد لتنفيذها بعد طرح الألبوم مباشرة، لأنى كلما طرحت أغنية جديدة طالبنى الجمهور بتصويرها، حيث شعرت لأول مرة بنجاح ألبوم كامل بعد طرحه بأسبوعين فقط، لأن نجاح الألبومات ووصولها للناس يستغرق وقتاً أطول.
بكاؤك أثناء غناء أغنية «قالوا سابنى» كان نتاجاً لتجربة شخصية مررت بها أم لأسباب أخرى؟
- تأثرت بالأغنية كلاماً وإحساساً، بغض النظر عن أنها تجربة شخصية أم لا، ولكنها أثرت فى كثيراً أثناء تسجيلها، وعندما صورتها قلت للموجودين: «مش عارفة أكمل وأعمل مشهد»، فملامحى لم تكن هيفاء من شدة تأثرى، والحقيقة أن «قالوا سابنى» أغنية رائعة مليئة بالمشاعر الجياشة، وأدين بالفضل فيها للشاعر محمد الغنيمى والملحن خالد جندى.
«أمهلنى قليلاً سأرتب حياتى من جديد وأعيدك غريباً كما كنت».. ألا ترين تناقضاً بين شعار الأغنية الذى كتبته عبر «السوشيال ميديا» وكلماتها من حيث المضمون؟
- «آه، وكنت عارفة كده كويس»، لأنى عندما أكتب جملة عن أغنية ما فإما أن تُشبهها أو تعكس «إيه اللى هيحصل بعد النهاية»، فبطلة الأغنية قالت لحبيبها: «كنت واقفة وبسمعه وبقول أكيد.. اللى بينا هيمنعه يروح بعيد»، إلا أنه رحل وهى لا ترغب فى رحيله، فماذا بعد؟ فأحياناً أطرح أغنية تؤثر فى مستمعيها، وأكتب معها جملة عما سيحدث بعد نهايتها، لأن «مفيش نهاية مش بعدها بداية».
مرآة الحب ليست عمياء «لماذا لا نحب ونتفاهم فى الطباع؟».. وسيدة أضحكتنى بتعليقها على «اجمدى»
كيف خضت تجربة كتابة الأغانى لأول مرة بـ«هفضل» فى ألبومك الجديد؟
- «هفضل» أول أغنية أكتبها وأطرحها للعلن، لأنى كتبت أغنيات عديدة لم أطرحها بعد، وقد ترددت كثيراً فى أغنية «هفضل» بسبب جرأة موضوعها، فيكفى أن بطلتها تقول لحبيبها: «لو الحب هيعطلنى ولو أنت هتأخرنى أنا همشى بسهولة»، أى إنها اتخذت موقع الرجل فى اتخاذ القرار، مع العلم أن كلمات الأغنية لم تخضع لتعديلات من أى شاعر.
إذاً فالأغنية تعكس ديكتاتورية المرأة...
- مقاطعة:
ولم لا نعتبرها حقيقة وليست ديكتاتورية؟ فالعلاقات قد تشهد تغيرات بسبب صمت المرأة، ولكنها إذا كشفت عما تفكر فيه سيفاجأ الحبيب بأشياء لم تخطر على باله، وكان سيهتم كثيراً بها قبل أن يُغضبها بسبب تصرف معين، وهنا لا أتحدث عن الزعل الذى ينتهى بصلح سريع وإنما ما يُنهى العلاقة بسبب كثرة التراكمات.
بعد نجاح «هفضل».. ما مصير باقى مؤلفاتك الغنائية التى أشرت إليها؟
- ضاحكة:
«اوعوا بقى ووسعوا»، فقد تشجعت كثيراً بعد نجاح «هفضل»، وسوف أطرح أغنيتين من كلماتى فى ألبومى المقبل، الذى لن أتأخر فيه كما حدث مع الألبوم السابق، الذى كان تأخرى فيه سببه اكتشاف نفسى كممثلة، واستحواذ التمثيل على حيز من وقتى، كما كنت مهتمة بأغنيات «السنجل» لتعويض عدم طرحى لألبومات، ولكن بعد ألبوم «حوا» قررت تنزيل الأغنيات التى انتهيت من تسجيلها خلال 11 شهراً من الآن.
هل يمكن لـ«هيفاء» أن تكتب أغنيات لغيرها من المطربين والمطربات؟
- لا، وهنا أحدثك بصراحة، لأنى «عارفة شعورهم ناحيتى عامل إزاى»، فربما يختلف الوضع إن كان المطرب أو المطربة من أصدقائى.
أتعتبرين نجاحك مستفزاً للكثير من أبناء مهنتك؟
- نجاحى يستفزنى بشكل شخصى، ويُطيّر النوم من عينى، لأنه يُزيد من قلقى، ويجعلنى أسأل نفسى: «هجيب أفكار زى اللى نجحت بيها دى منين؟»، فما بالك بشخص لن أقول عنه إنه لا يحبنى، لأنى واثقة من إعجاب الجميع بشخصى، ولكنه إعجاب يدفعهم إما لحبى أو كرهى، وبما أننى شخصية مستفزة لنفسى، فبالتأكيد مستفزة لمنافسينى.
وهل يمكن أن تطورى من اتجاه كتابتك للأغانى إلى المسلسلات والأفلام؟
- ربما أضع فكرة محبوكة درامياً، ولكنى لن أكتب السيناريو والحوار، لأنى لا أجيد القيام بذلك.
أتعتبرين تعاونك مع مدير أعمالك «وزيرى» فى أغنيتين من ألحانه دعماً منك لموهبته؟
- ولم لا تعتبره دعماً منه لـ«هيفاء»؟ فهو بخلاف تلحينه لأغنيتين فى ألبومى الجديد، فقد بذل أقصى جهد فى سبيل ظهور الألبوم على أفضل مستوى، وبما أنك تحدثت عن مجال التلحين، فأوضح بأن الملحن هو من يختار الفنان لغناء أغنياته، وهنا أتحدث بشكل عام وليس عن موقف معين، لأننا نتفاجأ أحياناً بجملة يقولها البعض وهى: «يا ريت فلانة كانت غنت الأغنية دى»، وأرد عليهم قائلة: «الملحن لو كان عاوزها كان راح إدهالها».
لا يمكننى الكتابة لغيرى لأننى «عارفة شعورهم ناحيتى».. ولم أحسم موقفى من دراما رمضان 2019.. والمسرح ليس من أولوياتى حالياً.. وأحمس نفسى يومياً «من كتر ما عاوزين يهزونى».. وأرقام مشاهدات «يوتيوب» مقياس اهتمام يُسهم فى النجاح
كيف استقبلت تشابه لحن أغنية «هدد» لعمرو دياب مع لحن أغنيتك «رجب»؟
- ابتسمت حينها وقلت: «فداه 100 لحن»، وقد أعجبت بأغنية «هدد» عند استماعى لها، ومن الوارد حدوث تشابه بينهما دون وجود تعمد لتقليد الأغنية.
أتعتبرين أرقام مشاهدات الأغنيات على «يوتيوب» مقياس نجاح؟
- مقياس اهتمام يُسهم بجزء فى النجاح، لأنها دليل على استماع الجمهور للأغنيات، فإذا نالت إعجابهم يعيدون الاستماع إليها من جديد.
وما رأيك فى الاتهامات الموجهة لبعض المطربين بشراء مشاهدات وهمية لأغنياتهم؟
- لا يمكننى أن أتهم أحداً بشىء، ولكنى أسمع أحياناً أرقام مشاهدات غريبة، فإما أنها نجاح باهر أو مثلما ذكرت فى سؤالك، ولكن كليب كـ«توتة» مثلاً فقد تجاوز عدد مشاهديه حاجز الـ10 ملايين مشاهدة، وهو دليل على نجاحه واحتفاء الجمهور بالأغنية والكليب.
وجهت نصائح للمرأة فى أغنية «اجمدى».. إلى أى مدى يُمكن لـ«هيفاء» التدخل بالنصح لحل مشاكل عاطفية أو زوجية بين المقربين منها؟
- ضاحكة:
لا أجيد توجيه النصائح الاجتماعية، «لأنى لو نصحت هوديهم فى داهية»، وأذكر أن هناك تعليقاً أضحكنى من سيدة كان نصه: «كده يا هيفاء فضحتى خطتنا ربنا يسامحك»، حيث يعكس هذا التعليق وغيره من التعليقات وصول الأغنية للجمهور، مع العلم أن أصل الأغنية كان بكلمات أخرى، ولكنى طلبت تغييرها لجعل محتواها عن مشكلات الفتيات.
ومتى تقول هيفاء لنفسها: «اجمدى»؟
- أقولها لنفسى كل يوم «من كتر ما الناس عاوزة تهزك، ومش عارفة ليه الناس بقيت عينها على سعادة غيرها».
هل من الممكن أن تدخلى فى حالة نفسية سيئة بسبب الضغوط الناتجة عن نفسيات البشر؟
- «الإنسان اللى مش كويس فى حق الناس لازم يبقى هو اللى مش مبسوط»، لأن جرحه للغير سببه إنه مجروح فى حياته، ومضايقته لمن حوله سببها إن «الدنيا مضايقاه فى حاجة»، حيث يُفرز طاقة سلبية بكلامه السيئ عن الآخرين، كى يُشعر نفسه «إن مفيش فرق بينه وبينهم».
ما صحة تعاقدك على بطولة مسرحية بعنوان «إن كبر ابنك» للكاتب أحمد الإبيارى؟
- غير صحيح، فلأول مرة أسمع منك بأمر هذا الخبر.
ألا تفكرين فى اعتلاء خشبة المسرح؟
- المسرح ليس ضمن أولوياتى خلال الفترة الحالية، وإن كنت أحب مشاهدة «مسرح مصر» للأستاذ أشرف عبدالباقى وباقى الفريق، لأنهم أعادوا للمسرح رونقه بشكل شبابى جديد، كما أستمتع بمشاهدة المسرحيات القديمة على التليفزيون.
هل تُجهزين مسلسلاً تليفزيونياً جديداً لعرضه فى رمضان المقبل؟
- لا أعتقد، وذلك رغم كثرة العروض التى وصلتنى خلال الفترة الأخيرة، ولكنى لم أحسم موقفى من وجودى تليفزيونياً فى رمضان المقبل، لأننى لست مهيأة نفسياً لهذه الخطوة المرهقة من كل النواحى، فأحمد الله على نجاحى خلال السنوات الأخيرة، فأنا لا أستخسر مجهودى فى عملى، ولكن ليس ضرورياً أن أوجد تليفزيونياً كل عام لتحقيق النجاح.
أخيراً.. ما موقفك من اتهام المغربى سعد لمجرد فى واقعة اغتصاب جديدة، لا سيما أنك دعمته وقت اتهامه فى واقعة مشابهة منذ فترة؟
- لا أصدق عن سعد هذا الكلام، لأنه شخص خجول وهادئ ومنطوٍ، وكلامى عنه يعود لرؤيتى له مرات عدة، فما يُقال عنه لا ينطبق على الشخصية التى تعاملت معها، وهنا أتساءل: «إذا افترضنا أنه أخطأ فى الواقعة الأولى وتمت محاسبته قبل الإفراج عنه فهل سيكرر نفس الخطأ مجدداً؟»، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأجانب قد يتعاملون مع الهزار معهم على أنه اعتداء، بما أنهم لا يجيدون فهم طبيعة هذا الهزار، كما أن قوانينهم تتيح للمرأة الصعود إلى غرفة رجل غريب وتمنعه من التهجم عليها، وأنا لا أفهم هذا القانون بكل صراحة، فإذا كنت لا تريدين تعرضك للاعتداء فلا تصعدى لغرفة أحد، إن حدثت واقعة التهجم من الأساس، وهنا أنا أتحدث بشكل عام ومطلق وليس عن واقعة بعينها.