6 «حانوتية» فى مزاد تأجير ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى الساحل: «باب رزق بنستناه كل 3 سنين»
جانب من المزاد لتأجير ثلاجة الموتى بمستشفى الساحل
«مزاد لتأجير ثلاجة الموتى بمستشفى الساحل يوم 10 سبتمبر الحالى».. إعلان صغير نُشر قبل أيام قليلة فى عدد من الصحف، لفت انتباه ستة حانوتية فى مناطق عدة، حرصاً منهم على حضور المزاد الذى يقام كل 3 سنوات لتأجير ثلاجة حفظ الموتى الموجودة داخل المستشفى مقابل إيجار شهرى يدفعه «الحانوتى» الذى سيكون المزاد من نصيبه.
داخل قاعة الاجتماعات بالمستشفى، جلس «الحانوتية» وأمام كل منهم ملف يضم بعض الأوراق الخاصة، كرخصة مزاولة المهنة والسجل التجارى، إذ يُشترط، حسب كلام «محمد أبوهندية»، 77 عاماً، خبير مثمن للمزاد، أن يكون «الحانوتى» مرخصاً له، مبرراً ذلك بأن «الميت له حرمة، وتغسيله وتكفينه لازم يبقى شرعى».
وقبل بدء جلسة المزاد بدقائق قليلة، دفع كل «حانوتى» 2000 جنيه، كتأمين ابتدائى للخبير المثمن، و150 جنيهاً مقابل الحصول على كراسة شروط المزاد، التى تتضمن أن يكون الحانوتى مسئولاً عن الثلاجة وصيانتها بمجرد تسلمه إياها، وتوفير سيدة لتغسيل السيدات، بجانب غسل الموتى من الساعة 8 صباحاً حتى 7 مساء فقط، وفى حالة مخالفة أى شرط يُفسخ العقد بينه وبين المستشفى.
«نبدأ تأجير التلاجة بكام؟».. هكذا بدأ «أبوهندية» جلسته، ليرد عليه أحد الحانوتية قائلاً: «500 جنيه»، ما أثار استياء بعض الحاضرين بسبب ارتفاع المبلغ الذى افتُتح به المزاد، فيما بدأ آخرون بالمزايدة لمدة نصف ساعة، حتى استقر المزاد على «محمد محمود»، 32 عاماً، مقابل دفع 2650 جنيهاً كإيجار شهرى.
«أبوهندية»: اللى هيأجّرها لازم يبقى معاه رخصة مزاولة المهنة.. و«محمد»: هضغط على أهالى الميت عشان أكفّى مصاريفها لأن إيجارها كبير
الشاب الثلاثينى الذى يسكن بمنطقة حى الساحل، اعتاد استئجار ثلاجة المستشفى منذ 6 سنوات، موضحاً أنه اضطر لدخول المزاد لتحقيق رغبة والده الذى يعمل بنفس المهنة: «والدى أصر على المزاد ده لأن المستشفى بتاعتنا من سنين وفى منطقتنا وما ينفعش حد غريب عن المنطقة ياخدها مننا حتى لو المزاد وصل 3000 جنيه، كنت هزايد لحد ما يرسى عليا»، مشيراً إلى أنه كان يستأجرها على مدار الثلاث سنوات الماضية بـ710 جنيهات، لكن بسبب وجود أكثر من حانوتى فى الجلسة وإصرارهم على استئجارها، اضطر إلى رفع المبلغ حتى لا يتمكن أحدهم من الحصول عليها: «هضطر بقى أضغط على أهالى الموتى وآخد منهم فلوس أكتر عشان أقدر أدفع إيجارها كل شهر، وأعمل لها صيانة لو احتاجت».
ويوضح «محمد» أن أغلب أهالى المتوفين يفضلون غسل وتكفين ذويهم فى المساجد والجمعيات الخيرية بدلاً من التعامل مع حانوتى المستشفى، توفيراً للنفقات: «إحنا حالنا واقف، وما بين كل 10 حالات بنكفن 2، ومش كلهم بيرضوا يدفعوا المبلغ اللى بنحدده وبيحصل خناقات بسبب ده، رغم إن الحانوتى بيبقى مسئول عن جثة الميت من أول ما بينزله من غرفته لحد ما يندفن فى المقابر»، مشيراً إلى أنه يحصل على 400 جنيه مقابل غسل وتكفين الميت.
فى الناحية المقابلة، وقف «محمد الحانوتى»، 65 عاماً، حانوتى بمنطقة الوراق، يقول إنه جاء إلى المستشفى بعدما أخبره زملاؤه بنفس المهنة عن المزاد، مشيراً إلى أنه اعتاد تأجير ثلاجات حفظ الموتى منذ سنوات طويلة من مستشفيات أخرى، فهى بالنسبة له باب رزق: «لما سعر التلاجة زاد عن السعر اللى حددته لنفسى سكت، لأن اللى بأكسبه منها مش هيغطى مصاريفها، وإحنا متعودين نحضر أى مزاد واللى بيرسى عليه بنبارك له».