خبراء: الخلط بين الإعلام والإعلان يمثل خداعاً للقارئ
صفوت العالم ورشا النجار
خلال الأعوام الماضية أصبح هناك خلط واضح ما بين الإعلام والإعلان، رغم الفارق الكبير بينهما، فالإعلام كما يقول الخبراء هو نشر الأخبار وإيصال المعلومات للأفراد وعرض الحقائق من أجل تنوير الرأى العام، وتكون هذه المهمة عادة غير ربحية، أما الإعلان فهو عملية اتصال تستهدف الترويج لسلع وخدمات من خلال النشر فى وسائل الإعلام وتكون مدفوعة الأجر وفقاً لما يتم الاتفاق عليه بين المعلن والوسيلة الإعلامية.
وتقول الدكتورة رشا النجار، مدرس إدارة الأعمال والتسويق بكلية الإعلام فى الجامعة البريطانية، إن «الإعلان إحدى الطرق الدعائية للمنتجات أو إبراز معلومة بعينها من أجل الوصول إلى العميل المستهدف، وهو غالباً مدفوع الأجر، ويبث عن طريق وسائل الإعلام المختلفة»، وأضافت «النجار» لـ«الوطن» أن هذه الفترة تشهد ما يمكن تسميته بـ«الخداع الإعلانى» عن طريق استخدام بعض القنوات لبث مجموعة من الإعلانات للعديد من المنتجات التى يمكن أن تؤثر سلباً على الجمهور، كما يمكن للإعلان أن يؤثر على الإعلام نتيجة اتساع المساحة الإعلانية، التى تبرز بصورة كبيرة خلال شهر رمضان خصوصاً وقت إذاعة المسلسلات.
«العالم»: بعض الإعلانات تضلّل المستهلكين وتضرهم فى نفس الوقت.. و«النجار»: هناك ما يمكن تسميته بـ«الخداع
من جانبه، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة: «فى بعض الأحيان تتجاهل الوسيلة الإعلامية دورها فى نشر الحقائق وتبالغ فى نشر الأخبار التى تهم مصلحة المعلنين، ويطغى على المادة التحريرية أسلوب الإعلان، فيتم التعامل معها على أنها حقائق تهم الناس والرأى العام، وهذا يمثل خداعاً للقارئ، من أجل تحقيق عائد مادى عبر إعلانات فى شكل تحريرى، كالحوارات مع أفراد لهم مصالح يريدون تحقيقها من خلال نشر إعلاناتهم فى الوسيلة الإعلامية»، مؤكداً أن «ذلك مع الوقت يفقد الجريدة ثقة القراء فيها عندما يتعاظم الإعلان على الإعلام فى نشر الحقائق والمعلومات».
وأوضح أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة أن «الوجه الآخر من الخطورة فى الإعلانات، هو العمل على تضليل المستهلك من خلال إعلانات مثل: «الأدوية والمكملات الغذائية»، حيث تلجأ إدارة الإعلام فى بعض الوسائل الإعلامية إلى الاتفاق مع المعلن على نشر إعلانات تحريرية تبالغ وتعظم قيمة المنتج الخاص به، وأحياناً يكون هذا المنتج أدوية متعلقة بالمشكلات الزوجية بين الرجل والمرأة، كما أن البعض يلجأ إلى الفضائيات محدودة التأثير من أجل الترويج إلى السلع الخاصة بهم، وهو أمر يستلزم من جهاز حماية المستهلك أن يقوم بدوره ووظيفته فى الاضطلاع ومواجهة هذا النوع من الإعلانات التى تضلل المستهلكين وتضرهم فى نفس الوقت».