المنجد كان لـ"العرايس".. فأصبح لـ"تجديد المراتب القديمة"
أرشيفية
كان في المحل أكثر من 4 ماكينات، وفي ليلة كل جمعة تجرى عملية صيانة على أكمل وجه، باعتباره أكثر الأيام التي يتم فيها التنجيد الخاص بالعروس، لكن الحال اختلف كثيرًا، وأصبح في المحل ماكينة واحدة لفرم القطن، ولم تعد تخرج إلا لإعادة تجديد بعض المراتب، بعدما كان إنتاج المراتب بشكل كامل، يوميا.
يقف يوسف إبراهيم على ماكينة الفرم، يضع بداخلها القطن ثم يفتح له من خلال يد حديدية تسمح للقطن بالخروج، ثم يعيد حشوه في المرتبة من جديد، وعلى الرغم من وقوفه مع أحد صبيانه لتسهيل العمل، فإن الرجل كان يعمل في السابق مع 5 أفراد، لإنجاز كثير من الوقت والجهد: "الجاهز خلى وجودنا صفر في السوق، يدوب لو فيه واحد عايز يجدد مرتبته، أو واحد اتعود على القطن ومش عارف يتعامل مع المراتب الجاهزة".
يروي يوسف، الذي ورث الصنعة أبًا عن جد، ويعمل فيها منذ 20 عاما، كانت بدايتها مختلفة عن الآن: "كان كل جمعة مثلًا لازم يبقى فيه تنجيد عروسة، وده معناه إن كل المراتب واللحاف والمخدات والخدديات بنعملها"، ويضيف أن أسعار القطن كانت في السابق أرخص من الآن، فبينما يصل سعر القنطار الآن إلى أكثر من 2100 جنيه للقطن البلدي الخالص، وفي السابق كان يصل إلى 1000، ويكفي القنطار الواحد مرتبة كبيرة: "لكن دلوقتي شغالين على تجديد القديم، بناخد المرتبة ونفرم القطن ونحشيه تاني".
يحتفظ عبدالله الجندي بالقطن في أحد المخازن الخاصة بالعائلة، يخرج منها القدر الذي يحتاجه للمحل حتى ينتهي، فعلى الرغم من قلة الإقبال على القطن داخل المحل، فإن الشاب لا يعرف صنعة غير تلك التي ورثها عن أسرته: "هنعمل إيه يعني، بيجيلك زبون يقول عايز أجدد مرتبتي فبنجددله بـ80 أو 100 جنيه، بس يكون جايب الخامات بتاعة القماش".
ويحكي الشاب الذي يرى في وجود خلط للقطن ببعض الألياف الصناعية لدى بعض المنجدين حيلة، لتكون الأسعار رخيصة، فالمراتب الجاهزة تبدأ من 500 جنيه، وبحسب رغبة الزبون فقد تصل لـ2000 أو لـ3 آلاف: "في ناس بتخلط الألياف مع القطن، والقنطار بيبقى بـ1000 مثلا وفيه أرخص بس بيكون وحش، وكل زبون بينام على اللي يريحه".