بريد الوطن| الأب وقيم المجتمع النبيلة
صورة أرشيفية
الأب.. تلك الكلمة العظيمة التى لا بد لكل منا أن يُدرك معناها.. الأب هو السند، هو الظهر. الأب هو الشخص الوحيد الذى لديه استعداد أن يتحمل كل ضغوطات الحياة حتى الذل بكافة صوره وألوانه لكى تسعد فى حياتك. دعونى أعيش معكم بعض ذكرياتى عن الأب القامة والقيمة.
تعرفت على هذه الشخصية المحترمة فى مرحلة الثانوية العامة وهو والد صديقى المهندس سامح عبدالعال، كم كان هذا الرجل أباً عظيماً رأيت فيه كل المعانى الطيبة، لمست حرصه الدائم على راحة أبنائه وتقربه إلى أصدقائهم وتعبه وكده من أجلهم. كان يعامل سامح أمامنا بكل احترام كما كان يعاملنا مثلنا مثل سامح، وكان دائم البحث عما يسعد سامح يسانده فى نجاحه ويؤازره فى إخفاقاته. لم ولن أنسى هذا الرجل طيلة حياتى ولن تتخيلوا كم السعادة عندما رأيته بعد فترة طويلة من الانقطاع، أدعوا الله أن يبارك فى عمره.
ساقنى حظى السعيد أن تنشأ صداقة قوية مع صديقى أبوسعيد زميلى بالعمل الذى يكبرنى بنحو عشر سنوات، والذى مكث معى باستراحة الشركة ما يزيد على العامين، كم رأيته يحذو حذو أبى ويبخل على نفسه فى أشياء كثيرة حتى يوفر لأبنائه، كم رأيته يشتاق لهم ويقلق عليهم لأتفه الأسباب ويقطع مشواراً طويلاً فى منتصف الأسبوع كى يفوز بنظرة إليهم ويطمئن عليهم. كثيراً ما سألت نفسى لم كل هذا ولم أجد سواها، إنها مشاعر الأبوة العظيمة.
آثرت أن يكون بطلى آخر من أتحدث عنه، حيث إنى أتحدث عن الأبوة عامة، إنه أبى الذى أعتز به وأفتخر، ذلك الرجل الذى طالما ارتدى ملابسه القديمة الدائب أطرافها الباهتة ألوانها كى يوفر لنا ما نريد، ذلك الرجل الضعيف جسمانياً لكنه ظل يعمل فى مهنة النجارة إلى جواره مهنته الأساسية كمُعَلِم بالتعليم الفنى طيلة السنوات الماضية كى يؤمن لنا حياة كريمة، ذلك العظيم الذى تحمل من أجلنا الكثير والكثير، حينما كان يَصعُب عليه أمرٌ يخص مصير أحدنا كان لا ينام الليل ويظل جالساً حزيناً واضعاً يديه على رأسه، أبى الذى لن أوفيه حقه مهما تحدثت عنه، لكن لا يسعنى إلا أن أدعو له ولأمى العظيمة أن يبارك الله فى عُمرهما.
محمود الشاذلى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com