بريد الوطن| استثمروا فى أولادكم ولا تستثمروا لهم
صورة أرشيفية
بمجرد أن يحقق أحدنا حلمه بالزواج ينتقل على الفور ليعيش حلماً آخر وهو أن يرزقه الله بالذرية الصالحة، البنات والبنين، سنده فى هذه الحياة. وعلى مر العصور يكون أهم وأغلى ما فى الوجود لدى الأب والأم هم أبناءهم وبناتهم، ينشغلان دائماً بالتخطيط لمستقبلهم، ويعمل الأب ليل نهار من أجل أن يؤمّن لهم مستقبلهم. ينشغل الآباء والأمهات بمستقبل أولادهم فيخططون له من منظور مادى ضيق فيشغلون أنفسهم بجمع المال حتى يرحلوا عن هذه الحياة الدنيا تاركين لأبنائهم العقارات والأراضى والودائع البنكية. ولا عيب فى هذا على الإطلاق، لكن العيب كل العيب أن نركز على هذا الجانب ونترك الجانب الأكثر أهمية والضامن والحافظ لما حققوه فى الجانب المادى، الجانب المتعلق بالتربية الشاملة الأخلاقية والنفسية والبدنية والعلمية والثقافية والحياتية.
دعونا نتأمل سيدنا عمر بن عبدالعزيز، رضى الله عنه، حينما حضرته المنية فقيل له: هؤلاء بنوك، وكانوا اثنى عشر، ألا توصى لهم بشىء فإنهم فقراء؟ فقال: «إن وليىَّ الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين»، والله لا أعطيهم حق أحد، وهم بين رجلين إما صالح فالله يتولى الصالحين، وإما غير صالح فما كنت لأعينه على فسقه، ثم استدعى أولاده فودَّعهم وعزَّاهم بهذا. وذُكر على لسان الحاضرين: فلقد رأينا بعض أولاد عمر بن عبدالعزيز يحمل على ثمانين فرساً فى سبيل الله، وكان بعض أولاد سليمان بن عبدالملك مع كثرة ما ترك لهم من الأموال يتعاطى ويسأل من أولاد عمر بن عبدالعزيز، لأن عمر وكل ولده إلى الله عز وجل، وسليمان وغيره إنما يكلون أولادهم إلى ما يدعون لهم من الأموال الفانية.
لذلك ابنوا أولادكم وسلحوهم بالعلم والثقافة، اكتشفوا مواهبهم واصرفوا عليها لتنميتها، اجعلوهم يشتغلون ويكبرون بها.
فلتبنوا أبناءكم ولا تبنوا لهم، واستثمروا فيهم ولا تستثمروا لهم.
محمود الشاذلى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com