محمد حسين.. حكاية مسلم لم يتغيب عن قداس الكاتدرائية ومارمينا من 17 سنة
محمد حسين وزملائه في كنيسة مارمينا
على مدار 17 عاما، لم يتغيب محمد حسين، أحد أبناء منطقة حلوان، عن أي قداس كاتدرائية السيدة العذراء مريم أو كنيسة مارمينا الملاصقة لمنزله، حيث اعتاد على الذهاب برفقة أصدقائه المسلمين، لتهنئة جيرانهم الأقباط الحاضرين للقداس والقساوسة والكهنة، ليصبح طقس سنوي بالنسبة لهم.
يقول الشاب الثلاثيني لـ"الوطن": "اعتدت الذهاب لمشاركة زملائي في المدرسة وجيراني، الاحتفال بقداس عيد الميلاد منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، منذ 17 سنة واليوم سأكون متواجد بإذن الله، وفي البداية كنت أذهب إلى كاتدرائية السيدة العذراء مريم بحلوان، حيث أن كنيسة مارمينا، تأسست عام 2007، لنغير برنامج هذا اليوم بالذهاب إلى الكاتدرائية، وحضور القداس، ثم الذهاب إلى كنيسة مارمينا وحضور القداس، لأنها قريبة من منازلنا، ونحن عبارة عن مجموعة من الشباب والبنات نذهب لتهنئة إخوتنا الأقباط والقساوسة، ونقدم لهم باقات الورود، مشيرا إلى أنه في أحيان كثيرة توجد تشديدات أمنية مكثفة على أبواب الكاتدرائية والكنيسة، إلا أن القساوسة والكهنة يقومون بإدخالنا فهم يعرفوننا جيدا بسبب تواجدنا في جميع الأعياد.
واسترجع حسين، أبرز موقف مر به خلال أعياد الميلاد السبعة عشر السابقة، ليقول :"كنت متواجد في إحدى القداسات، وقال لي الأنبا بسنتي (أنت من أكتر الناس اللي بعتز بمعرفتهم يا محمد وبعتبرك ابني)، ليرد عليه القسيس مينا (محمد مبيفوتش مناسبة إلا ولازم يجي من بدري ده إحنا مربينه هنا)، وهذا الموقف أسعدني جدا لأننا نسيج واحد في هذه الأمة".
وعن قداس هذا العام قال حسين :"أنا حزين جدا فهذا القداس سيكون الأول بدون أختي وصديقتي وعشرة عمري نرمين التي استشهدت في الحادث الأخير، فلم يمر عيد إلا وكان أول من يتلقى التهنئة مني، ولا أتصور ألا أمزح مع عم وديع الذي استشهد أيضا في الهجوم ذاته فهذا الرجل كان يعتبرني ابنه وكان أول شخص أقوم بتحيته في الشارع حينما أذهب لعملي صباحا".