توقف القطارات يرفع أجرة الميكروباص وغلق محطة السادات يخنق «المترو»
يصعد من سلم المترو صوب محطة مصر كى يلحق بالقطار المتجه إلى أسيوط الذى اعتاد أن يستقله ليعود إلى منزله فى إجازة، يتصبب من جسده العرق عندما تتشبث يد الرجل الخمسينى بحقيبته الثقيلة، يصل إلى مدخل المحطة فيجد أبوابها مغلقة وعليها حراسة من شرطة السكة الحديد تقف بالبنادق تمنع من يريد الدخول من الركاب، يسألهم الحاج عبدالفتاح هاشم بصوت منهك: قطر أسيوط على رصيف كام؟ يجيبه أحد أفراد الأمن قائلا: القطارات واقفة يا حاج عشان حظر التجول، وممكن تركب من موقف عبود لبلدك فى أسيوط.
يقف الحاج «هاشم» فى حيرة من أمره أمام باب المحطة يلتقط أنفاسه وهو يستظل بأحد السواتر التى تقيه من حرارة الشمس الحادة، يقول الرجل الذى يعمل «فواعلى»: أنا ماعرفش إن المحطة مقفولة، وجيت هنا عشان أركب القطر زى كل مرة باسافر فيها على البلد، أنا مش عارف أعمل إيه دلوقتى، أركب أتوبيس أو ميكروباص لأسيوط هادفع أجرة أكبر من القطر.[SecondImage]
على كرسى خشبى فى مدخل المحطة جلس الطبيب محمد عادل، يريح قدميه من التعب، بعد مشوار طويل قطعه من مكان عمله بمستشفى الشرطة بالعجوزة كى يصل إلى محطة القطار ويستقل سيارة ميكروباص بدلا من القطار الذى يعرف أنه تم تعطيله وتوقف عن العمل، يقول: بعد تعطيل القطار، مابقاش فيه خيار لنا إلا الميكروباص لأنه ينجز فى الوقت، لكن سائقى الميكروباص بيستغلوا الركاب، وبادفع فلوس أكثر من الأجرة العادية. يضيف أحمد شلبى، طبيب بمستشفى العجوزة وزميل الطبيب محمد عادل: الأزمة الكبيرة لنا التى تواجهنا أننا نسافر يوميا متجهين إلى بلدنا طنطا، والقطار كان أوفر فى الوقت وأكثر راحة من بقية المواصلات». على مخرج مترو محطة الشهداء يتجه العشرات من الركاب مجموعات تلو الأخرى يعتقدون أن محطة القطار تعمل، وعندما يعلمون أن المحطة مغلقة، منهم من يتجه إلى موقف للميكروباص يجاور محطة مصر، تكون وجهته مدينة الإسكندرية من الطريق الصحراوى وأجرته تتخطى أربعين جنيها، يقول مجدى أبوالعينين، أحد الركاب الذين اتجهوا إلى موقف الإسكندرية: ما باليد حيلة، يا نركب ونروح بيوتنا وندفع الفلوس اللى السواقين بيطلبوها يا إما مش هنروح، إحنا فى القطر كنا بندفع 10 جنيه أجرة إسكندرية، دلوقتى هادفع 40 أو 35 جنيه.. مش حرام؟!
عبدالمجيد محمد، جاء مع ثلاثة من زملائه كانوا متجهين إلى محافظة الأقصر، فى إجازة مفتوحة من العمل فى أحد المراكب السياحية بمحافظة الإسكندرية، قال: كنا متعودين على القطار نركب من محطة مصر وننزل فى بلدنا، دلوقتى هنتبهدل بالشنط اللى معانا.
يضيف أبوالعباس مصطفى، أحد زملاء عبدالمجيد المتجه إلى الأقصر: لما هنركب الميكروباص دلوقت السواقين هيطلبوا نصف أجرة للشنط اللى معانا، وبدل ما ندفع أجرة زيادة، هنضطر ندفع أجرة ونصف عشان الشنط.. دا يرضى مين؟!
لم ينجُ المترو من آثار حظر التجول، حيث أغلقت محطة مترو السادات ومحطة مترو الجيزة أمام الركاب، وأصبح يمر عليهما قطار المترو بلا توقف، مما تسبب فى حدوث ازدحام شديد بمحطة مترو الشهداء لأنها أصبحت المحطة الوحيدة التى يستطيع أن يحول منها الركاب إلى الخط الثانى للمترو (حلوان- المرج).
داخل محطة مترو الشهداء وعلى رصيف اتجاه شبرا، ينزل مئات الركاب من القطارات ومئات أخرى تقف على الرصيف فى انتظار الركوب، ومئات تتوجه إلى خط (حلوان -المرج)، يشير شريف داوود، محام، إلى أن إغلاق محطة مترو السادات سبب زحاما شديدا فى محطة الشهداء، لأن الركاب الذين يريدون ركوب الخط الثانى للمترو يتجمعون كلهم فى محطة الشهداء فيصبح الضغط على المحطة كبيرا، ويضيف: أنا كنت باركب محطة مترو الجيزة إلى محطة جمال عبدالناصر، دلوقتى الجيزة مقفولة، عشان كدا باركب «توك توك» إلى محطة مترو فيصل، وبعد غلق محطة مترو السادات، باحول الخط الثانى من محطة الشهداء فالوقت أصبح أطول، والزحمة تجعلنى أنتظر قطارا أو اثنين حتى أستطيع أن أركب من شدة زحام المترو، يا ريت ربنا يصلح شأن البلد والأزمة تتفك، إحنا اتخنقنا من العيشة كدا. يستكمل هشام الشرقاوى، طالب جامعى، مؤكدا أن القطارات أصبحت زحمة للغاية ولا يوجد تكييف أو مراوح ذات جودة عالية تستطيع أن تهون على الركاب الحر و«كتمة» المترو، فلا أحد يستطيع أن يستغنى عنه، رغم أنه أصبح ركوبه عذابا للمواطنين.
أخبار متعلقة :
توقف القطارات يرفع أجرة الميكروباص وغلق محطة السادات يخنق «المترو»
«الصيدليات» تعانى بشدة: خسائر فى الأموال.. وربما فى حياة المرضى
الحياة تغيب 9 ساعات فى «رمسيس والجيزة والعتبة»
مقاهى البورصة.. «وقف حال وخراب بيوت»
إلغاء «وردية الليل».. كارثة على السائقين
«الحسين» مغلق لأول مرة.. وأصحاب المحلات يسرّحون العمال
«الوطن » ترصد معاناة «الباحثين عن رزق» فى ساعات الليل ضحايا الحظر