«كدوة صيرة»: 300 تلميذ مشردون بـ«دار مناسبات» بعد هدم المدرسة
«الإهمال».. عنوان مدارس كفر الدوار
أكثر من 300 تلميذ وتلميذة بمدرسة «كدوة صيرة»، التابعة للإدارة التعليمية لمركز كفر الدوار، مهددون بالإصابة أو الموت من السيارات المارة من أمام مبنى دار المناسبات، بعد أن تم نقلهم إلى هذا المبنى المتهالك بسبب عملية الإحلال والتجديد بمدرستهم، ويعانى التلاميذ من هذه المشكلة منذ العام الماضى، بعد أن أصدرت هيئة الأبنية التعليمية قرارها بهدم المدرسة، التى لا يتعدى سنوات إنشائها 8 سنوات، الأمر الذى أصاب المواطنين والمعلمين بالدهشة، خاصة أن المبنى لا يحتاج أى ترميم أو تشييد.
مبنى متهالك لا تتجاوز مساحته 120 متراً، كائن بجوار مزلقان محطة معمل القزاز بالقرب من طريق «القاهرة الإسكندرية» الزراعى، يستخدمه أهالى قرى «كدوة صيرة، البدوية، المعاش، صيرة»، داراً للمناسبات، ولا سيما فى حالات الوفاة التى تحدث بتلك القرى، وتوجد هذه الدار منذ بداية نشأة القرى المذكورة، ومرت السنوات عليها لتؤثر على جدرانها وسقفها، وبعد صدور قرار هدم مدرسة كدوة صيرة فى العام الدراسى الماضى، لم يجد الأهالى والمسئولون بالإدارة التعليمية سبيلاً سوى نقل أبنائهم بهذا المبنى، على أمل أن ينتهى القائمون على بناء المدرسة من أعمال التشييد، إلا أن الأمر ما زال على ما هو عليه حتى الآن.
وليد سعد جمال الدين، موظف بالسكك الحديدية، يقول لـ«الوطن»، إن «نجل شقيقتى بالصف الثالث الابتدائى بمدرسة كدوة صيرة، التحق بالمدرسة لقربها من منزل الأسرة، ومثل مئات التلاميذ كان يذهب يومياً إلى مقر المدرسة الكائن بجوار الطريق الزراعى، إلا أننا فوجئنا فى صيف العام الماضى بصدور قرار هدم المدرسة، لإجراء أعمال إحلال وتجديد بها، وبحسب فنيين وخبراء فى مجال الهندسة، كانت المدرسة لا تحتاج إلى هذه الأعمال، الأمر الذى أثار حالة من الغضب بين الأهالى، وبعد مداولات وعقد اجتماعات لمجلس الآباء بالمدرسة، تم الانتهاء على اختيار مبنى دار المناسبات الموجود بأول الطريق الزراعى، بدلاً من المدرسة التى تم هدمها، وعلى الرغم من أن هذا القرار لاقى ردود أفعال متباينة، إلا أننا والمسئولين لم نجد بديلاً لهذا الأمر».
الأطفال مهددون بالإصابة أو الموت من السيارات فى الشارع.. وأحد الأهالى: المبنى لا يتسع لعددهم.. ويتحول إلى سوق بسبب تكدسهم
وتابع «جمال الدين»: «بدأ المقاول المتعاقد مع مديرية التعليم بالبحيرة، فى تنفيذ أعمال الإحلال والتجديد مع بداية العام الدراسى الماضى، واعتقدنا أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه فى هذا العام، إلا أن الأعمال توقفت خلال فترة الصيف، ولم يبد المسئولون أى أسباب لهذا التوقف سوى عدم توفر الاعتمادات المالية، وهو أمر لا يقبله أى أحد سواء داخل أو خارج العملية التعليمية، ومع نهاية إجازة الصيف المدرسية لم ينته المقاول من تنفيذ أعمال الإحلال والتجديد، الأمر الذى يدفعنا إلى استمرار التعاقد مع دار المناسبات بالقرية، بدلاً من المبنى المدرسى، علماً بأن القانون لا يفرض وجود تلاميذ داخل أى مبنى سوى المبانى المدرسية».
والتقط صبحى كامل، أحد الأهالى، أطراف الكلام قائلاً، إن «مبنى دار المناسبات لا يصلح لاحتضان أكثر من 300 تلميذ وتلميذة بالمدرسة، حيث إن مساحته لا تتجاوز 140 متراً، يتم تقسيمها من الداخل بـ«ملايات» الأَسرّة، ويكون الأمر أشبه بالسوق داخل مبنى دار المناسبات، بسبب ارتفاع أصوات التلاميذ المتكدسين داخل المبنى، وكان ارتفاع نسبة الغياب فى العام الماضى، هو الظاهرة السائدة على المدرسة، بسبب حالة الفوضى التى يهرب منها التلاميذ، خاصة تلاميذ الشهادة الابتدائية فى العام الماضى، وعلى الرغم من إلغاء هذا النظام إلا أن الأهالى يضطرون إلى حجب أبنائهم عن الذهاب إلى المدرسة، خاصة فى أيام الشتاء الشديد».
واتهم الأهالى بالقرى المذكورة، مسئولى التربية والتعليم بالبحيرة، بالإهمال والتقاعس عن بناء مدرسة كدوة صيرة، رافضين ضم أبنائهم إلى أى مدرسة أخرى، بسبب بُعد مسافة هذه المدارس عن الكتلة السكنية، مطالبين بسرعة الانتهاء من أعمال التجديدات الخاصة بالمدرسة.