«العطوانى».. غارقة فى البرك والأهالى يهددون بوقفات احتجاجية
أحد الأهالى يشكو حال المدرسة
فى منطقة «المحمودية» أعلى تبة تأخذك إلى طريق ملتوٍ متعرج، تجد نفسك أمام منزل من «الطين اللبن» يأخذك مباشرة إلى مدرسة 25 يناير الابتدائية، التى يحيط بها سور قصير تحاصره حشائش شائكة، بينما أكوام القمامة تتجمع خلف مبنى المدرسة التى تطل فصولها على أبراج سكنية مرتفعة.
يتجول إبراهيم العجمى، الناشط الاجتماعى، وعضو مجلس محاكاة المجالس المحلية بأسوان، حول المدرسة منتقداً حال مبناها الذى تحيط به حشائش شائكة وقمامة، وتركها على هذا النحو من الإهمال.
يقول «العجمى»: «الكثير من الأبنية المدرسية فى محافظة أسوان تكاد تكون مهملة تماماً، ولم يسلم التعليم فى المحافظة من التهميش وسوء الإدارة، وبدلاً من مواجهة الحقائق لحل المشكلات تتعامل الإدارة التعليمية مع البيانات كما لو كانت أسراراً عسكرية، مشيراً إلى أن الكثير من مدارس أسوان تشتكى من نقص فى عمال النظافة وإهمال دورات المياه وحديقة المدرسة، ما يجعل بعض المدارس أشبه بـ«الخرابة» وغير مؤهلة لاستقبال الطلاب، بجانب أن التوسع فى بناء مبانٍ إضافية لاستيعاب الكثافة الطلابية كان له تأثير سلبى كبير على مساحة «الأحواش» التى تعتبر المتنفس الطبيعى للطلاب لممارسة الأنشطة المختلفة طوال العام الدراسى، وبعض المدارس «تعجز» الأحواش فيها عن استيعاب طابور الصباح. وتابع: «توجد مدرسة بلا أسوار مثل مدرسة عبدالله حسين، فى قلب مدينة أسوان بجوارها سوق، وهو ما يعرض حياة الطلاب فيها للخطر، بالإضافة لشعور أولياء الأمور بعدم الأمان على أبنائهم فيها». وأشار «العجمى» إلى أن مدينة أسوان تشهد نشاطاً فى انتقال الطلاب بين أطراف المدينة إلى المدارس الموجودة فى قلب المدينة بالرغم من الكثافة المرتفعة فى هذه المدارس بسبب موقعها فى قلب المدينة، ومع ذلك يتحايل أولياء الأمور على القانون بعقود إيجارية صورية وبالتبرعات ليتم قبول انتقال أبنائهم لتلك المدارس ذات السمعة الطيبة، والتى تشهد إشرافاً ومتابعة أفضل من غيرها».
وبالرغم من قرار وقف التبرعات الصادر من الإدارة التعليمية بأسوان يتم التحايل على القرار والالتفاف عليه بطرق ملتوية، ما يزيد كثافة فصول مدارس وسط المدينة ويؤثر بالسلب على العملية التعليمية فيها، موضحاً أن المدارس بمحافظة أسوان تعانى عجزاً فى المدرسين، خصوصاً فى المراكز البعيدة عن وسط مدينة أسوان، والممتدة من مركز إدفو، بطول أكثر من 100 كيلومتر شمالاً، وحتى مدينة أبوسمبل فى أقصى الجنوب، لافتاً إلى أن أكثر المواد التى تسجل دائماً عجزاً فى المعلمين هى الرياضيات واللغة الإنجليزية، وأغلب العجز فى مدارس المرحلة الابتدائية، وهو ما تأكد منه من خلال زملائه المعلمين فى مدارس عدة بأسوان، حسب قوله.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالتعليم الفنى، فإن أسوان تعانى نقصاً فى الكوادر التعليمية المؤهلة لاستخدام ورش التعليم الفنى، ما يسبب خللاً وغياب التنسيق بين الأنشطة العملية والمواد الدراسية النظرية بالشكل الذى يخرج فى النهاية كوادر فنية ملمة بجميع متطلبات الوظيفة ومؤهلة لها.
وأشار إلى أن أغلب طلاب التعليم الفنى بالمحافظة يعانون من صعوبة المناهج فى الدبلومات، خصوصاً دبلوم الزراعة، وأن المناهج لا تناسب المرحلة الدراسية من فيزياء وكيمياء، بجانب المواد التخصصية والعربى والإنجليزى، ما يجعل الدراسة رحلة شاقة وغير مؤهلة لمتطلبات سوق العمل الواقعية.
وتابع: «بعض مدارس التعليم الفنى تستأجر عمالاً من الخارج للعمل فى مشروعات المدرسة، بدلاً من تدريب الطلاب على العمل فى تلك المشروعات بأجور لتحفيزهم على التدريب والعمل أثناء الدراسة، والبعض الآخر لا يفتح الورش ولا يستخدم الأدوات، وتوضع على أبواب المعامل عهدة (ممنوع الاقتراب أو التصوير) وتستعمل فقط أثناء الزيارات من المسئولين».