لقد كانت ثورة 30 يونيو العظيمة التي قام بها الشعب المصري للتخلص من سرطان الحكم الإخونجي الغاشم هي المسمار الأول في نعش السلطات القطرية، وهي الصفعة التي لن ينساها التنظيم الإرهابي الذي يرأسه حمد بن خليفة منذ انقلابه عام 1995 على والده الشيخ خليفة وتم على إثره احتلال دولة قطر، فلسنوات طويلة كانت الدوحة تعبث باستقرار الدول العربية وتصنع حالات من الفوضى داخلها مستفيدة من ذراعها الإعلامي الذي ابتدعه الصهيوني عزمي بشارة عبر إنشاء قناة الجزيرة، وشراء ذمم العشرات من الإعلاميين الخونة، وكذلك تجنيد العديد من المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الروح السلبية بين الشعوب وللتشكيك بالأنظمة العربية، وصناعة حالة من الجدل تحوم حول المؤسسات العسكرية ليسهل إسقاطها متى ما دعت الحاجة، ومستفيدة أيضا من ذراعها الديني الذي كان يوفر غطاء شرعيا مكذوبا ممثلا بالإرهابي القرضاوي، والذي كان مسؤولا عن تجنيد الآلاف من الشباب الذي يسهل خداعه، بالإضافة لضمان الاستحواذ على الجماعات الإسلامية التي كانت تمتلك شعبية واسعة في المنطقة -قبل أن تفقد ذلك-.
السلطات القطرية نفذت جزءا لا يستهان به من خطة الفوضى الغادرة، حيث نجحت بتدمير سوريا وإحراق ليبيا والعبث في اليمن وإشاعة الفوضى في تونس، لكن الهدف الرئيسي كان تقسيم المملكة العربية السعودية وقلب النظام الحكم في الإمارات والبحرين، وذلك لم يكن ليحدث قبل الإضرار بعمق الخليج العربي الإستراتيجي والمتمثل بجمهورية مصر العربية.
كان المخطط الخبيث يبحث عن تدمير هوية المحروسة عبر تمكين جماعة الإخوان المسلمين من الاستيلاء على حكمها ومن ثم إعلان التطبيع الكامل مع طهران قبل أن يتم تقديم المحروسة على طبق من ذهب للسلطات الإيرانية لتتحكم فيها كما تشاء، وهو ما حدث مبدئيا بالفعل حينما تم إعلان المخلوع محمد مرسي رئيسا للجمهورية وكانت إحدى أولى شطحاته استقباله للرئيس الإيراني آنذاك أحمد نجاد في قلب القاهرة والسماح له بتلويث الأزهر الشريف واقتراب إعلان التطبيع بشكل رسمي ليتحقق الحلم الكبير لثنائي الدمار والخراب حمد بن خليفة وحمد بن جاسم!
غير أن تنظيم الحمدين لم يحسب حسابا لشعب عظيم يعشق هذه الأرض حد الثمالة ومستعد للتضحية بكل ما يملك في سبيل الحفاظ عليها من أعداء الداخل والخارج، خرجت الملايين لشوارع الجمهورية كبارا وصغارا، نساء ورجالا، مسلمين ومسيحيين، أغنياء وفقراء لا تفرق بين أحد منهم، كيف لا؟ وهم يشعرون بخطورة الموقف.. منظر مهيب يسر الناظرين، لم يزده وقارا وثباتا سوى موقف الجيش الوطني الذي اختار أن يقف كعادته إلى جانب شعبه ويسترد هذه البلد الطاهرة من أيادي إخوان إبليس.
لقد كانت صفعة لا تنسى لتنظيم الحمدين، صفعة مدوية وصلت أصداءها طهران شرقا وإسطنبول شمالا.. صفعة كانت هي بداية نهاية المخطط القطري الجبان لنشر الفوضى والدمار في وطننا العربي.. شكرا من قلب كل عربي منصف للشعب المصري الأصيل، شكرا للجيش الوطني المخلص، شكرا لوزير الدفاع آنذاك السيد عبدالفتاح السيسي، شكرا لأنكم كنتم أول من قلم أظافر مافيا السلطات القطرية.. كونوا دائما وأبدا كما كنتم في 30 يونيو (يدا واحدة) ضد خونة الداخل والخارج، ثقوا بالله ثم برئيسكم العظيم لإعادة إعمار هذا البلد الذي عانى الكثير في السنوات الماضية.. تحيا مصر رغم كيد الحاقدين.