اعتصام «السلفية الجهادية» أمام «الاتحادية».. أول ورقة ضغط
قبل القبض على متهمى «خلية مدينة نصر الإرهابية» قبل ما يقرب من شهرين، كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على «عادل عوض شحتو» دون أن تفصح عن الأسباب، ما حدا بالبعض أن يُرجع ذلك إلى الهجوم الذى شنه «شحتو» على «الداخلية» ووصفه لها بالكفر ودعوته إلى هدم الأهرامات.
بدت الأسباب واهية وغير مقنعة، فحال «شحتو» فى هذا الأمر لم يختلف عن غيره من أقرانه فى السلفية الجهادية، لكن اللافت بعدها هو ظهور اللاعب الجهادى المتمرد على المسرح السياسى والإعلامى، متمثلاً فى خروج شيخ السلفية الجهادية، محمد الظواهرى، مندداً فى كافة الوسائل الإعلامية بالقبض على «شحتو» و«زوار الفجر»، ومحذراً من عودة الممارسات الأمنية القديمة، وختم ذلك المشهد باعتصام مدهش لأعضاء السلفية الجهادية أمام قصر الاتحادية، وبإعلان جماعة جهادية جديدة حملت اسم «الدعوة السلفية الجهادية» وسمى داوود خيرت، المنظر الجهادى هادئ الطباع، متحدثاً رسمياً باسمها، وبدا أن هناك مساومة ما تشى بصفقة فى الأفق.[FirstQuote]
لم تمنع تلك الضغوط قوات الأمن من اقتحام شقة مدينة نصر، والقبض على عدد من أعضاء السلفية الجهادية، كان بحوزتهم «كشكول» معنون بــ«فتح مصر» يؤصل شرعياً لوجوب الخروج على الحاكم، الذى لا يحكم بما أنزل الله وبوجوب قتال كل من يقف حائلاً دون ذلك، وفى مقدمتهم الجيش والشرطة.
لكن أحداً لم يقترب من قيادات السلفية الجهادية، ولا حتى ما يقرب من 10 متهمين فى القضية نفسها، الذين بدا أنهم «لا ناقة لهم ولا جمل» ثم ظهرت بوادر تمييعها بإغفال سؤال المتهمين عن «الوثيقة» ذاتها عدا المتهم تونسى الجنسية هو «على سعيد مارغنى».
بعدها اختفت قيادات السلفية الجهادية البارزة لحين، ثم خرجت بخطاب مغاير تماماً لما بدأته قبل القبض على خلية مدينة نصر، وامتلأ مضمونه بممالأة «مرسى» والإخوان واعتبارهم «مسلمين» وبجواز إعطائهم الفرصة لتطبيق شرع الله وغير ذلك من الخطاب الدينى والسياسى المهادن.
وبعد أن قام «الظواهرى» بدور تحريضى على احتجاجات 11 سبتمبر العام الماضى، التى جرت خارج السفارة الأمريكية فى القاهرة ووصلت ذروتها باختراق جدران المجمع وإحراق العلم الأمريكى خفت دوره التصعيدى ضد الأمريكان تماماً.[SecondQuote]
اللافت أيضاً أن هناك جهاديين هما أسامة قاسم وهشام أباظة كانا قد صرحا لــ«الوطن»، عقب حادثة رفح مباشرة، بأنهما كان لديهما علم بوقوع الحادث قبله لكن سرعة الأحداث لم تسعفهما للإبلاغ عن ذلك، ففى 7 سبتمبر من العام الماضى كشف زعيما تنظيم الجهاد، الشيخ أسامة قاسم وهشام أباظة، عن وجود معلومات لدى التنظيم بشأن هجوم رفح، قبله بـ24 ساعة كاملة، ولكن سرعة الأحداث حالت دون إبلاغ قوات الأمن، وأبديا استعدادهما للتعامل مع قوات الأمن والمخابرات للكشف عن أعداد وأماكن وجود تلك التنظيمات.
وقال الشيخ أسامة قاسم: إنه حصل على معلومات، يوم السبت، أى قبل 24 ساعة كاملة من «هجوم رفح»، عن نية بعض العناصر التى وصفها «بالمدفوعة»، فى الترتيب لأعمال هجومية بشرق العريش لتكدير السلم العام، واصفاً تلك العناصر بـ«أصحاب اللحى المزيفة».
أخبار متعلقة:
الإخوان والجهاديون.. علاقة "اللعب بالنار"
25 يناير.. دعوة للرقص علي جثة النظام السابق
تشكيل أحزاب «جهادية».. لعبة «الإخوان» لشق صف «الإخوة»
باحث أمريكى ينصح «الإخوان» بـ«تفكيك الجهاديين» بأموال أمريكية