تشكيل أحزاب «جهادية».. لعبة «الإخوان» لشق صف «الإخوة»
نجحت الجماعة فى شق صف «إخوة الجهاد» خلال المرحلة الانتقالية، وذلك بإقناعهم بالاصطفاف خلفها، والتخلى عن عقيدة فورية وحتمية «تطبيق الشريعة» واستبدال ذلك بالتدرج فى التطبيق، ودفعهم لتشكيل عدد من الأحزاب السياسية، إلا أن الجزء الأهم فى التيار ظل متمسكاً بعقيدته، مُصراً على حرمة الدخول فى اللعبة السياسية باعتبارها كُفراً صريحاً.[FirstQuote]
ودفعت حالة الفراغ الأمنى وزخم ما بعد الثورة إلى عودة فصيل من التيار الجهادى لعادته القديمة، وسرعان ما شكل تنظيماً ربط أعضاءه بتنظيم القاعدة العالمى، خاصة فى بلاد المغرب بقيادة أبومصعب عبدالودود، ووضع خطة لضرب نقاط الضعف فى الأمن القومى المصرى، وبنى فلسفته على سرعة انهيار الأمن العام فى البلاد، ما يتيح له إعلان إمارة إسلامية فى مصر.
فى تحقيقات نيابة أمن الدولة التى أجرتها معه قال محمد جمال، أحد أعضاء تنظيم القاعدة المقربين من أيمن الظواهرى، إنهم استطاعوا جلب صواريخ من ليبيا بدعم مالى من تنظيم القاعدة فى شمال مالى، جرى كل ذلك بعد أن تسلم محمد مرسى رئاسة البلاد.
تسرب نبأ التنظيم الجهادى للمخابرات العامة المصرية وجهاز الأمن الوطنى، اللذين أبلغا بدورهما رئيس الجمهورية، لكن المدهش هو عدم إعطاء «مرسى» أوامر بتوقيفه إلا بعد رصد المخابرات الأمريكية «شبكة الجمال» التى كان يقودها محمد جمال، القيادى بالقاعدة، لنقل الأسلحة من ليبيا إلى مصر وتوارد الاتهامات لها ولأعضاء التنظيم المصرى بالاشتراك فى قتل السفير الأمريكى فى «بنغازى».[SecondQuote]
فى تصريحات «مسجلة» لــ«الوطن» قال مصدر جهادى، إنه يمتلك تسجيلاً صوتياً لحوار دار بينه وبين أحد زعماء السلفية الجهادية فى مصر، يكشف له فيه عن قرب عملية جهادية كبيرة سوف تحدث فى مصر خلال أيام، وذلك قبل القبض على خلية مدينة نصر وأنه وراء استهداف الجنود فى رفح وقسم ثانى العريش.
ويوضح: «فى شهر سبتمبر من العام الماضى اتصل بى أحد زعماء السلفية، ودعانى للحضور فى منزله، وعندما وصلت إليه بمنزله وجدت عادل عوض شحتو، أحمد المتهمين فى خلية مدينة نصر، ومعه أحد قيادات السلفية الجهادية، فعرفت أن هناك شيئاً يدبر».
وتابع: سألته عن سبب الاجتماع فأخبرنى أن هناك عملية قريبة ستغير مصر فقلت له: لكن «مرسى» أفرج عنا ووعد بتطبيق الشريعة فيجب أن نقف معه لا أن نقف ضده فأجاب: «مرسى» كافر ولا يطبق شرع الله، وبعد ذلك سأخبرك بكل شىء، ثم طلب منى مليون جنيه لدعم الجهاد فاشترطت عليه معرفة الجهة التى سأدفع لها المبلغ فأخبرنى أنهم الإخوة فى سيناء فقلت: وماذا يفعل الإخوة فى سيناء؟ فأجاب: إنهم هم الذين ضربوا قسم العريش والبوليس الدولى والجنود فى رفح «وكل يوم يضربولهم جنديين أو تلاتة».
وأضاف: كنت أول من أرشد عن أول الخيط فى «الخلية» وذهبت بعد ذلك للواء أحمد سالم، مدير أمن القليوبية وقتذاك، وكنت على معرفة به وقت أن كان رئيس مباحث السجون، وحكيت له القصة فنصحنى أن أتوجه لجهاز الأمن الوطنى لأن الموضوع خطير، وأرسلنى إلى عمرو الخولى، الضابط بالجهاز، الذى حكيت له القصة كاملة، فأرسلنى بدوره إلى محمد القوصى، ثم أخبرنى «الخولى» بعد ذلك أنه سيقوم بمتابعة الموضوع، وعرفت بعد ذلك منه أنه قال له: «سيبك من القصة دى احنا عملنا اللى علينا».
وأردف: ذهبت لمحمود عزت، نائب مرشد الإخوان، بعدما فاض الكيل، وأخبرته بما جرى وأنه لا بد من أخذ الاحتياطات قبل أن تقع الكارثة، وكان معه أكرم الشاعر، القيادى فى الحرية والعدالة، فأخذنى «الشاعر» إلى محمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، وأخذ رقم هاتفى وأخبرنى بأنه سيتم الاتصال بى فى وقت لاحق، مضيفاً: لم يتصل بى أحد فقمت بالاتصال بسعد عليوة، القيادى الإخوانى، وأخبرته بالموضوع فحدد لى موعداً بشقة يلتقى بها قيادات الإخوان فى مدينة نصر أمام حديقة الطفل، وعندما وصلت اتصل بى أحد الأشخاص وأخبرنى أن شخصاً ما سيأتى أمام الحديقة، وفوجئت بمحمد البلتاجى، أمين حزب الحرية والعدالة، وهو قادم علىّ، فشرحت له الموضوع وأعطيته «سى دى» عليه تسجيل المكالمة.
كان اللافت المشترك بين كل هذا، هو أنه لم يُستدعَ أحد للتحقيق، لتظل علاقة الإخوان بالجهاديين يكتنفها الغموض.
وفى أثناء إلقائه لمحاضرة على موقع المحادثات الصوتية «بال توك» قال أحمد فؤاد عشوش، القيادى فى جماعة السلفية الجهادية، إنهم لم ولن ينسوا ما فعله بهم ضباط أمن الدولة، ومصلحة السجون، وإنهم سيوثقون تاريخهم فى هذه المرحلة معتمدين على وثائق وأدلة يملكونها، وسيثأرون منهم، حتى يتوبوا ويعودوا إلى إسلامهم مرة أخرى، مشيراً إلى أنهم لن يصمتوا على بقائهم فى مواقعهم، فيما قال خبير أمنى إنهم «قليلون ولا يمثلون تنظيماً حتى الآن».[ThirdQuote]
وأضاف عشوش لـ«الوطن»: «1000 عضو من الحركة الإسلامية ماتوا على أيدى هؤلاء الضباط فى عهد الرئيس السابق»، لافتاً إلى أن أسماء هؤلاء الضباط معلومة، وأن الشهود على الوقائع ليسوا أفراداً، بل عشرات الألوف، حسب تعبيره، وطالب عشوش بمحاكمة هؤلاء الضباط عن طريق المحاكم الإسلامية، على ما بدر منهم من تعذيب، ووصفهم بـ«كبار مجرمى الحرب»، مشيراً إلى أنهم ضحوا فى السجون من أجل الثورة الإسلامية.
وقبلها هدد السلفيون باستخدام القوة وتقديم التضحيات من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وقال أبوأسلم المصرى، القيادى بـ«السلفية الجهادية» عبر مدوّنته الشخصية على الإنترنت: «نحن نعلنها، أيتها الحكومة المصرية الكافرة، لكم دينكم ولنا دين، دينكم الديمقراطية، وديننا الإسلام، لا نعبد ما تعبدون، نعبد الله وتعبدون الدستور والقانون الوضعى والآلهة الورقية، بدت بيننا وبينكم البغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده، وتنساقوا لشرعه، وإلا سقناكم وأخضعناكم إليها أذلة تحت ظلال السيوف».
فسّر البعض هذه التصريحات بأنها محاولة لترهيب معارضى الإسلاميين، وربما كان أحد أهم الأهداف التى يبقى مرسى من أجلها على الجهاديين هو استخدامهم كمخلب قط ضد المعارضين.
أخبار متعلقة:
الإخوان والجهاديون.. علاقة "اللعب بالنار"
25 يناير.. دعوة للرقص علي جثة النظام السابق
اعتصام «السلفية الجهادية» أمام «الاتحادية».. أول ورقة ضغط
باحث أمريكى ينصح «الإخوان» بـ«تفكيك الجهاديين» بأموال أمريكية