«محمد».. شهيد 21 رصاصة
اختلط الحزن بالتأهب للقصاص فى منزل الحاج سليم سلامة بعد تلقيه تليفوناً يخبره باستشهاد نجله محمد الذى يخدم فى سلاح حرس الحدود فى رفح الغربية بسيناء، ضمن مجموعة من جنود حرس الحدود فى هجوم مسلح فى رفح، وأن 21 طلقة اخترقت جسد نجله، وإعلان القوات المسلحة تنفيذ هجمات تحت اسم «العملية نسر» للقصاص من منفذى العملية الإرهابية فى رفح.
يقول الأب سليم سلامة: «تابعنا أخبار العملية نسر، وشريط الأخبار فى كل القنوات، ووقفت العملية دون أى جديد، معقولة الجيش المصرى إلى الآن لا يعرف من نفذ الهجوم؟ وكل يوم يموت أفراد جدد من الشرطة والجيش ضباط ومجندون، وفى الشيخ زويد مجموعة من الإرهابيين نظموا عرضاً عسكرياً على الأراضى المصرية، أين الجيش من هذا كله؟»، ويتابع: «والدته عاشت على المهدئات والمنومات لمدة ثلاثة أيام بعد تلقيها الخبر، والكل كان بيحاول يهديها، وفضلت كل كام يوم تقعد لوحدها وتعيط، وأقولها يا حاجة ده فى منزلة أحسن مننا احتسبيه عند ربه شهيد وربنا يتولانا برحمته».
يتهم الأب رأس السلطة، الرئيس محمد مرسى، بإصدار الأوامر لإيقاف العملية نسر قائلاً: «عرفت إن مرسى هو من أصدر الأوامر بإيقاف العملية نسر التى استهدفت الإرهابيين فى سيناء، فمن المستفيد؟ أنا أتساءل عن انتماء الرئيس لمن هو لمصر أم لفلسطين؟ من أخرج الإرهابيين، والجهاديين من السجون؟ ألم ير الرئيس مرسى العرض العسكرى للجهاديين فى الشيخ زويد؟».
لا تنتهى الأسئلة فى رأس الشيخ سليم سلامة، أبوالشهيد محمد، أحد شهداء رفح، بعضها يخص جماعة شورى المجاهدين التى تبنت إطلاق صواريخ على ميناء إيلات، قائلاً: «مش المفروض إنها حركة فلسطينية؟ إيه اللى جابها مصر ووصلها إنها تضرب صواريخ من الأراضى المصرية على ميناء إيلات الإسرائيلى؟ والعرض العسكرى اللى نظمه جهاديين بمدفع مضاد للطائرات، وأسلحة متنوعة فى الشيخ زويد دول إزاى لا يعاقبوا؟ هى دى سيناء اللى بنحتفل بعيد تحريرها؟».[FirstQuote]
الشهداء لم ينالوا حقهم من الدولة بعد، هذا ما يراه الشيخ سلامة، الذى يتابع: «لا الجيش بيتحرك ولا الدولة بتتحرك ولا أى مسئول، وكل اللى قدمه لنا الجيش إنه خصص لأسرة الشهيد معاش 1800 جنيه وطلعنا رحلة حج، ولم يقتص لدم ابننا، ولم يستدعنى أحد لمقابلة الفريق السيسى، وهو نفسه لم يفكر فى دم الشهداء على الرغم من أنه من وقت لآخر بيتحدث عن دماء الشهداء اللى سالت فى رفح».
القصاص هو أول ما يطالب به أبوالشهيد محمد، ويشير بأصابع الاتهام إلى الرئيس محمد مرسى باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمسئول عن دم الجنود الـ16، قائلاً: «كنا نتابع العملية نسر وعرفنا فى آخر المطاف إن الجيش مش عارف يدخل جبل الحلال، ده ينفع؟ طيب لو كنا فى حرب مع إسرائيل هنتصرف إزاى؟ دولتنا كدة مش قادرة تجيب شوية إرهابيين بلطجية موجودين على أراضى مصرية، ولو طلبنا من إسرائيل هتقدر تجيبهم فى ساعة، يرضى مين ابنى يموت بـ21 رصاصة غدر فى جسمه، ويرضى مين النقيب باسم اللى استشهد معاهم يموت بـ 126 طلقة تصفيه؟ فى شرع مين الولاد دمهم يتصفى، والجيش يجيب عربيات مطافى يغسل الدم اللى كان فى ارتفاع الركب، وفى الآخر الرئيس نزل فطر مكانهم».
قبل وفاته بأسابيع قليلة يذكر الأب سليم أن نجله دخل عليه بوجه حزين ويقول إنهم فى الجيش طلبوا منه التوقيع على شهادة تقضى بأنه لو مات هيصرف تعويض لأهله 400 جنيه أول عن آخر، ويتابع: «قلت لابنى الموت بأمر الله يابنى خليها على الله، كلنا خدمنا مصر بدخول الجيش، وأنا نفسى شهادتى فى الجيش كانت قدوة حسنة وكنت أوصى محمد لو خرج شهادته تبقى قدوة حسنة».
ويضيف الوالد: «محمد كان خاطب، وكان فى انتظار إنهاء مدة خدمته فى الجيش حتى يتزوج، ، وكان أكبر أبنائى، ومعايا أحمد وحسام وعلاء، أحمد عنده 19 سنة، والمفروض إنه يتقدم قريب للتجنيد، خاصة إن الجيش قالوا لنا إن محمد مش شهيد؛ لأنه مماتش فى الحرب، أمال هو كان بيدافع عن حدود مين؟ مش كان بيدافع عن حدود مصر؟ بالتالى إخواته لهم جيش، لكن أنا همنع أحمد وهمنع ولادى كلهم من دخول الجيش لما ولادنا بيموتوا ومش بناخد حقوقهم».
ينهى أبومحمد سليم كلامه بأن مصر فى طريقها لصناعة أسامة بن لادن جديد، ثم تأتى أمريكا بحجة القضاء على الإرهاب ويحصل فينا زى أفغانستان والعراق، وعلى الجيش ألا يسكت على ما يحدث فى سيناء ولابد أن يتدخل ولا يترك الأمر للشرطة لأنها لن تستطيع إنهاء الوضع الراهن فى سيناء الآن».
أخبار متعلقة:
263 يوماً.. و«لسه حقهم مارجعش»
الساعات الأخيرة لـ 16 شهيداً.. «حان وقت دخول الجنة»
«حامد».. تمسك بـ«شرف الواجب» حتى الموت
«حمادة».. الابن «البكرى» على 7 بنات
«وليد».. «البهجة» التى غادرت قلب أسرته
«إبراهيم».. «سند» العائلة الذى انكسر
«بغدادى».. فى انتظار القصاص
«حمدى».. «الموت» سبق «الكوشة»