أم شهيد «محاكمة بورسعيد»: النهاردة حسيت باليتم
استيقظت ودموع الأمس لم تزل على خديها، لا تحتمل أن يمر عليها هذا اليوم دون أن ترى وجه «وليد» يبتسم لها ويهنئها بعيد الأم، فبالرغم من أن عمره أوشك على 37 سنة، لكنها دائماً تراه طفلها الجميل البار بأمه.
الموت لن يحول بين لقاء حميم يجمعها بابنها فى عيدها، فقررت أن تحتفل معه فى المقابر لأول مرة، علها تشم رائحته التى تفتقدها منذ أن رحل عن دنيانا، وتشعر بقربه منها من جديد، ليتبادلا حديثهما الساخر كما كان يحدث دائماً.
هدية «وليد فاروق» لوالدته، تصلها قبل عيد الأم بأسبوع، هكذا اعتاد الشهيد منذ أن كان طفلاً، فأسرته المتدينة، كانت تخشى الاحتفال بيوم عيد الأم، فقرر الأبناء إدخال البهجة على قلب والدتهم «الحاجة زكية توفيق» بالاجتماع فى منزل الأسرة، وتقديم الهدايا التى غالباً ما تكون أجهزة كهربائية يحتاجها المنزل، فلا تزال الأم تحتفظ بـ«المروحة» التى فاجأها بها و«السخان» الذى اشتراه منذ عام. منذ صغر «وليد» وهو يعمل فى سوق السمك فى بورسعيد، يتكبد مشقة البيع والشراء، ليدخر من مصروفه ما يسمح له بشراء هدية أمه، فالصغير الذى ورث طباع عمه الشهيد «إبراهيم خميس» الذى كان يحارب الإنجليز، ودفع دمه فداءً لهذا الوطن، يشعر دائماً أن أمه مسئولة منه، وعليه أن يلبى كل أوامرها ويعوضها عما تحملته لتربيته هو وإخوته الأربعة، شعور غريب تشعر به الأم يوم وفاة والدها، لم تشعر باليتم مثلما شعرت به يوم وفاة ابنها.
أخبار متعلقة:
ست الحبايب يا.. «أم الشهيد»
أم «جيكا»: وعدنى بالحج.. وملحقش
أم محمد الشافعى: كلامه لسه بيرن فى ودانى
أم «شهيد المدرعة»: هتصدقونى؟.. هدية حسام وصلتنى
أم أول شهداء الثورة: بقضى عيد الأم فى قبر ابنى
أم الحسينى أبوضيف: «تحرم عليا الهدايا من بعدك يا ابنى»
أم أحد شهداء بورسعيد: ربنا ما يحرم أم من ابنها
أم مينا دانيال: «بيعيد عليا زى كل سنة»
أم خالد سعيد: «تليفونى ما بيبطلش رن فى اليوم ده»