أم «جيكا»: وعدنى بالحج.. وملحقش
فى غرفة تحوى أشياءه، جلست الأم على سريره، بعد أن ارتدت آخر جلباب اشتراه لها، تتذكر نفس اليوم من العام الماضى، حين دخل «جيكا» عليها الغرفة مبتسماً: «جبتلك الجلابية الفسكوز اللى بتحبيها». رغم إعجاب الأم بالهدية فإنها استوقفها لون الجلباب «الأسود»، الذى فهمت بعد رحيله أنه الرداء الذى لن يفارقها حداداً على فلذة كبدها.
عيد الأم الأول على رحيل «جيكا»، هو الأصعب على قلب الحاجة «فاطمة محمد» والدته، لا تجد سبيلاً يطفئ نيران قلبها سوى الجلوس وسط ألبومات الصور الخاصة به، لتسترجع ذكرياتها معه فى كل صورة، فالصورة الكبيرة هى صورته وهو يتسلم شهادة التفوق من مدير المدرسة، والأخرى تُظهره وهو يهتف فى «محمد محمود»، أما صورته الملقاة على السرير، فقد التُقطت أثناء الاحتفال بفوز الرئيس مرسى بالرئاسة، وبين كل هذه الصور تسطع صورة مضيئه.. له وهو يقوم بتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين فى رمضان.
فراق «جيكا» لا يُعوضه شىء، فقط يُهدئ من روع الأم مكالمات أصدقائه لها فى كل مناسبة، وزيارات أحبائه لها فى عيد الأم، حاملين الهدايا الجميلة، رغم أنها أخبرتهم أن الهدية الوحيدة التى تنتظرها: «عاوزاكم جنبى تفضلوا تفكّرونى بالغالى»، تتذكر الأم آخر حوار دار بينها وبينه عندما عاد يوماً إلى البيت وهو فى غاية السعادة، بعد أن حصل على شهادة تكريم فى كرة القدم، وكان ينتظر ما بين الحين والآخر إمضاء عقد احتراف، كما وعده أحد المدربين: «أول قرشين هاحوّشهم يامّه، هاطلعك تحجى فى عيد الأم»، لكن القدر لم يمهل الشهيد لتنفيذ وعده، وتوفى قبل أن يوقع عقد احترافه، بل قبل أن يُكمل عامه السابع عشر.
أخبار متعلقة:
ست الحبايب يا.. «أم الشهيد»
أم محمد الشافعى: كلامه لسه بيرن فى ودانى
أم «شهيد المدرعة»: هتصدقونى؟.. هدية حسام وصلتنى
أم أول شهداء الثورة: بقضى عيد الأم فى قبر ابنى
أم الحسينى أبوضيف: «تحرم عليا الهدايا من بعدك يا ابنى»
أم أحد شهداء بورسعيد: ربنا ما يحرم أم من ابنها
أم مينا دانيال: «بيعيد عليا زى كل سنة»
أم خالد سعيد: «تليفونى ما بيبطلش رن فى اليوم ده»
أم شهيد «محاكمة بورسعيد»: النهاردة حسيت باليتم