صحف عالمية: كثرة المسلمين فى «نيس» تجعلها «ساحة حرب عرقية»
صورة أرشيفية
سادت حالة من الصدمة والغضب والحزن على فرنسا بعد الحادث الإرهابى الذى شهدته مدينة «نيس»، والذى أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وتوالت ردود الفعل الغاضبة فى جميع أنحاء البلاد. وأشار عدد من المحللين لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فى تعليق لهم حول حادث «نيس»، إلى أنه على الرغم من عدم وجود أى تأكيد فورى حتى الآن عن مسئولية أى من الجماعات الإرهابية عن حادث دهس المواطنين فى مدينة «نيس»، فإن الحادث يحمل بصمات تنظيم «داعش»، مضيفين أن «التنظيم سبق أن استخدم هذا الأسلوب من قبل لقتل المدنيين، كما أنه سبق ودعا أتباعه من جميع أنحاء العالم، خاصة الأوروبيين، إلى قتل المدنيين فى الدول الغربية بأى وسيلة ممكنة». وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على الرغم من عدم تبنى التنظيم الإرهابى مسئولية الحادث حتى الآن، فإن الكثير من الشبكات الجهادية بدأت فى الاحتفال بالحادث على مواقع التواصل الاجتماعى.
«فيون»: «الطوارئ» لا تكفى.. ومحللون: الحادث يحمل بصمات «داعش».. ويجب وضع أنظمة استخباراتية جديدة
وتوقع رون هوسكو، النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى. آى»، وقوع هجمات مماثلة فى الولايات المتحدة على غرار الهجوم الإرهابى الذى ضرب مدينة «نيس»، أمس. ورأى «هوسكو»، طبقاً لقناة «الحرة» الأمريكية، أن «الحادث كان يمكن أن يقع فى الولايات المتحدة خلال عطلة يوم الاستقلال قبل أيام»، مشيراً إلى أن «تنظيم داعش إذا ما أعلن مسئوليته عن هجوم نيس، فإنه يعتمد فى شن هجماته خارج مناطق سيطرته على أشخاص يؤثر عليهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، ويترك لهم اختيار وسيلة الهجوم وتوقيته».
ووصفت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية حال الشارع الفرنسى بعد الحادث بأنه أصبح فى صدمة، ونقلت مخاوف بعض الفرنسيين من أصول عربية وإسلامية. ونقلت عن صاحبة مقهى تونسى قولها: «أنا فرنسية تونسية مثل هذا الإرهابى، لم أنم طوال الليل، عدت مباشرة بعد الألعاب النارية، ولكن ابنتى، 16 عاماً، ظلت تتنزه مع صديقتها أمام أحد الفنادق، وفجأة رأت الناس يفرون مذعورين على شاطئ البحر، وخلال دقيقتين كان المكان يمتلئ بالجرحى وجثث الضحايا والشرطة، وكان الجميع يصرخون، وكل ما دار فى عقلى هو البحث عن ابنتى بين القتلى والجرحى».
وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إلى أن جزءاً كبيراً من السكان المسلمين فى «نيس» ينحدرون ممن أطلق عليهم المستعمرون الفرنسيون الذين اضطروا للخروج من الجزائر فى ستينات القرن الماضى، ويعيش فى المدينة عدد كبير من المسلمين، وهم يعيشون داخل حدود المدينة، وليس فى الضواحى أو مناطق فقيرة متعددة الأعراق كما يعيشون فى باريس أو ليون، وإذا أراد أحد إشعال فتيل حرب عرقية فى فرنسا، فإن «نيس» ستكون أفضل اختيار.
ودعا آلان جوبيه، وزير الخارجية الأسبق ورئيس بلدية بوردو الحالى والمرشح الرئاسى لحزب «الاتحاد» المعارض، إلى تعبئة كل الوسائل لصالح الحرب على الإرهاب فى فرنسا، فيما قال فرانسوا فيون، رئيس الوزراء الأسبق: «علينا أن نتذكر أننا فى حالة حرب على أوروبا، وأن هذا يفسر حالة الطوارئ التى كنا نريد وقف العمل بها، لكن الوسائل المستخدمة لردع الإرهاب ليست كافية، وطالما الحرب مع التطرف الإسلامى فحتى إجراءات حالة الطوارئ لا تكفى. أعتقد أنه علينا أن نستخدم كل ما نستطيع لمنع معظم الهجمات مثل الهجمة الحالية فى نيس».
وقال فرانسوا بايرو، وزير التعليم الأسبق ورئيس حزب الاتحاد: «لا يمكننا أن نقول إننا سنفعل ما فى وسعنا، ولكن يجب أن نضع بنوداً وأسساً جديدة أو نعيد التنظيم والتنسيق بين أجهزة الاستخبارات».