«محمد» عاكس جارته.. مشى وراها لحد البيت عشان يخطبها طلعت متجوزة.. أخوها ضربه 6 طعنات: «دافعت عن شرف أسرتى»
صورة تعبيرية
على ناصية شارع المشتل فى منشأة ناصر كان «محمد» ينتظر سيارة ميكروباص ليستقلها إلى عمله فى عقار تحت الإنشاء فى منطقة باب الشعرية، وأثناء مدة الانتظار تلك وقعت نظراته على فتاة جميلة كانت تمر بجانبه، فسرعان ما غيَّر موقفه، وتتبع خطوات تلك الفتاة حتى وصلت إلى منزل شقيقها، لم يتوقف عن ملاحقتها وأسرع فى طرق الباب فخرج شقيقها «محمود» ليجد أمامه شاباً يطلب منه خطبة شقيقته (المتزوجة) فنشبت مشاجرة بين الجانبين انتهت بمقتل أحدهما على يد الآخر.
المتهم مزق المجنى عليه بسكين وسلم نفسه وسلاح الجريمة لقسم منشأة ناصر
بدأت الواقعة بتتبع المجنى عليه «محمد حمدى»، خطوات الفتاة على طريقة فيلم «البحث عن فضيحة»، إذ استمر فى مغازلتها فى محاولة منه للتحدث معها، لكنها لم تلتفت إلى مضايقاته واستمرت فى طريقها حتى دخلت منزل شقيقها الذى يبعد قرابة 500 متر عن منزل المجنى عليه، وعند دخولها المنزل أغلقت الباب وأخبرت شقيقها بوجود شاب يتحرش بها لفظياً وأنه استمر فى تتبعها منذ نزولها من السيارة حتى وصلت إلى باب المنزل، عندها استشاط شقيقها غضباً وقبل أن يتوجه إلى الباب كانت طرقات المجنى عليه تسبقه، وعندما فتح الباب انهال المتهم «محمود. أ» على المجنى عليه بالسباب والشتائم وتبادل الطرفان السباب والشتائم، حتى حضر عدد من الجيران لفض المشاجرة.
«محمود»: المجنى عليه تحرش بأختى فى الشارع وكان عايز يعتدى عليها فى البيت: ولما شوفته قال جوزهالى
15 دقيقة هى مدة المشاجرة التى جمعت الجانبين، وتدخل عدد من جيران المتهم لفضها لكنهم فشلوا، بعدما أمسك المتهم «شومة» وانهال بها ضرباً على رأس المجنى عليه الذى حاول تبرير موقفه أمام الجميع بقوله «يا جماعة أنا مش جاى أعاكس حد هنا، أنا نيتى حسنة أنا جاى عشان أخطب أخت الراجل ده»، عندها اندهش الحضور من طلب المجنى عليه، لكنهم يعرفون أن المتهم ليس لديه سوى فتاة وحيدة متزوجة منذ عدة أشهر، وحاولوا تهدئة المتهم حتى يتمكن المجنى عليه من مغادرة المكان.
6 طعنات سددها المتهم فى جسد المجنى عليه حتى سقط على الأرض وسط ذهول الحضور، سقط غارقاً فى دمائه، وأسرع الجيران فى نقله إلى مستشفى قصر العينى لإسعافه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى بدقائق قليلة، وأثبت التقرير الطبى أن الضحية تعرض لنزيف داخلى حاد إثر تعرضه للإصابة بطعنات فى البطن والصدر واليدين أدت لدخوله فى غيبوبة تامة فارق على أثرها الحياة.
مرت قرابة 20 دقيقة على الجريمة وحضرت قوة من قسم شرطة منشأة ناصر أشرف عليها اللواء هشام لطفى رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة إلى مكان الحادث لتجد المتهم جالساً أمام منزله ممسكاً بالسكين الملطخ بالدماء ليسلمه لفريق المباحث قبل أن يتم اقتياده إلى القسم، وأخطرت الشرطة المستشار هشام حمدى المحامى العام الأول بالواقعة فانتقل مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة إلى مكان الحادث للمعاينة التى أثبتت وجود آثار دماء المجنى عليه على الأرض وقررت النيابة استدعاء شهود العيان لسماع أقوالهم.
شهود العيان: حاولنا تهدئة الموقف.. بس القاتل غافلنا وأمسك السكين وقتل الضحية
«كنت بدافع عن شرف أسرتى عشان المجنى عليه عاكس أختى فى الشارع ووصلت به الدرجة أنه يطاردها لحد البيت» بتلك الكلمات بدأ المتهم «محمود. أ» سرد تفاصيل جريمته فى محضر الشرطة، قائلاً إنه لم يكن يقصد قتل المجنى عليه الذى حضر إلى منزله بعد أن تحرش بشقيقته، وكان يرغب فى دخول المنزل خلفها معتقداً أنها تجلس بمفردها، وعند إغلاقها الباب أسرع فى طرقه فى إصرار منه على إلحاق الأذى بها.
«أنا ضربته بالشومة وطلبت منه سرعة الانصراف بس هو كان بجح وشتمنى قدام بيتى، الموضوع ده خلى دمى فار وجريت على السكينة وضربته بيها»، بهذه الكلمات واصل المتهم اعترافاته أمام فريق المباحث الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية، قائلاً إن المجنى عليه كانت لديه النية السيئة على مضايقة شقيقته واقتحام منزلها للاعتداء عليها حتى بعد أن دخلت المنزل وأغلقت الباب، الأمر الذى يوضح نية المجنى عليه السيئة، لكنه بدأ فى استعطاف الجيران الذين حضروا لفض المشاجرة بقوله «أنا جاى أخطب مش جاى أعاكس بس حيلته انكشفت لأن الجيران عارفين أن أختى متزوجة، وبكده ظهرت أكاذيب المجنى عليه»، وبعد انتهاء المتهم من الإدلاء بأقواله أحاله اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى النيابة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وانتدبت الطب الشرعى لتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة، وتحفظت على السكين المستخدم فى الجريمة وأرسل للأدلة الجنائية لرفع البصمات وفحصه.
روايات 6 من شهود العيان التى استمعت لها نيابة حوادث غرب القاهرة، أثبتت أن المجنى عليه تحرش بالفتاة لفظياً منذ أن شاهدها فى شارع المشتل بتوجيه كلمات غزل للفتاة مثل «يا مزة يا...»، واستمر فى ملاحقتها حتى سمعه صاحب سوبر ماركت وطلب منه الامتناع عن أفعاله المشينة ومعاكسة الفتاة والتحرش بها، فاستغل كبر سن هذا الرجل ودخل فى مشادة كلامية معه، وطالبه بدخول محل عمله بقوله «انت مالك يا عم خليك فى شغلك أنت راجل كبير ماتخلنيش أقل منك»، وعندما وصل إلى منزل الفتاة طرق الباب فى محاولة للتأكد من وجودها بمفردها لكنه فوجئ بوجود شقيقها الذى دخل معه فى مشاجرة عندما علم تفاصيل مضايقات المجنى عليه.
«إحنا طلبنا سيارة الإسعاف عشان ننقذ المجنى عليه لما وقع فى دمه بس عرفنا أنه مات فى الطريق» بتلك الكلمات تابع شهود العيان فى سرد تفاصيل الجريمة فى تحقيقات النيابة، التى أشرف عليها المستشار أحمد الأبرك، رئيس نيابة حوادث جنوب القاهرة، وأكدوا أن المتهم لم تكن لديه نية مبيتة لتنفيذ الجريمة، لكنه أسرع إلى مطبخ منزله وأمسك السكين عندما حاولوا تهدئته وغافلهم واعتدى على المجنى عليه، كما أنهم فشلوا فى منعه خوفاً من تعرض أحدهم للإيذاء.
تحريات مباحث القاهرة، التى أشرف عليها اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة للمباحث، أكدت أن المجنى عليه كان يعانى من انفصام فى الشخصية، وله سوابق جنائية منها اتهامه فى القضية رقم 522 لسنة 1998 باب الشعرية «مخدرات»، التى لم يصدر فيها قرار من المحكمة حتى الآن، كما أكدت أن المتهم تعمد قتل المجنى عليه عن طريق ضربه بالشومة على رأسه ما تسبب فى إصابته بكدمات وجروح سطحية، قبل أن يتوجه إلى منزله ويمسك السكين الذى نفذ به الجريمة.