لا يستلزم العزف على الأوتار رؤيتها، إنما تذوقها بإحساس مرهف وأذن موسيقية، لا تُقرأ «النوتات» بالبصر، بل بالبصيرة، ولا تخفى النظارة السوداء
حتى فى الساعات المتأخرة لا يختفى الصخب عن شوارع منطقة الحسين والأزهر التاريخية فى ليالى شهر رمضان، يدور الطبّالون والعازفون بجلابيب بيضاء وأوشحة وعمائم خضراء
يزداد الإنتاج الدرامى فى رمضان من كل عام بشكل كبير مقارنة بأى شهر آخر، وهو ما يخلى الساحة خلال بقية شهور السنة أمام المسلسلات الأجنبية،
يحك سن القلم أوراق القضايا، بجرة من ذلك القلم يُعلّق أحد الأرقام على المشنقة، وبتأشيرة واحدة من صاحبه تعيد المحكمة النظر فى حكمها.
تشير إحصاءات قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية إلى أرقام كبيرة من الجرائم تُرتكب سنوياً فى مصر
على وشك محوها من الخريطة.. أيام تصير معها «مدينة الأنفاق» كومة من التراب، أيام تُزلزل
بلا جدوى، يحاول تلاميذ تلك المدرسة الواقعة على أطراف الجيزة تحاشى الرائحة الكريهة التى تملأ
«أى حد كان فى مسيرة جامعة القاهرة وعايز يخرج.. باب تجارة مفتوح وفيه زحمة.. اخرجوا منه بسرعة»
قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو حركة 9 مارس
دروع وشهادات تكريم، ومحفظة متآكلة بما فيها، و«قط» نادر أهداه إليها أحد رجال الأعمال..
أيام لم يُغلق باب فى المنزل الذى احتلته أقدام رجال المخابرات، أيام لم يخفت اكتئاب القائد العسكرى المحددة إقامته
مد بنك القاهرة (فرع الدقى) ساعات العمل حتى السادسة مساءً أتاح خلالها بيع شهادات الاستثمار
تفوح روائح الكعك والسمن، يلُح الصغار من أجل حفنة من السمسم أو قضمة من «الملبن»
متباهياً، يشير أمام عدسة الكاميرا إلى العمارة الزجاجية المتلألئة التى أشرف على تشييدها. تطير صورته إلى صفحات الجرائد المصرية فى 2010 متوجة بعنوان «هانى عازر، مهندس أكبر محطة قطارات فى العالم: نجحت فيما فشل فيه الألمان».
يحتسى محمود الشهاوى، 24 سنة، الشاى على أحد مقاهى القاهرة وقت العصر، فى مثل ذلك التوقيت منذ أسابيع قليلة كان الشاب، خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة، فى فترة دوامه فى إحدى الصحف الإلكترونية: «والله الواحد بيسعى، مفيش دلوقتى
ضيق العربات وشدة الزحام وتكرار فرملة القطار وقذفه بالطوب دائماً مع تأخره عن مواعيده هى أكثر ما يشكوه ركاب ومستخدمو خدمة القطار فى خط المناشى الذى يربط بين القاهرة وإيتاى البارود بالبحيرة، ويخدم الكثير من محافظات غرب الدلتا ومراكز شمال الجيزة
«إلى نوره سبحانه أتوسل.. وأرجو الذى يرجى إليه وأسأل.. فسبحان من تعنو الوجوه لوجهه.. ومن كل ذى عز له يتذلل»..
يتدثرون بالفقر، يأكلونه ويأكلهم، يسكنون فيه ويسكن فيهم.. يتجلّى فى ملامحهم.. فى رائحتهم. فى قاع بئر الطبقية يسكن الفقراء منذ الأزل وإلى الأبد
واصلت الإدارة الأمريكية نهجها فى الضغط للإفراج عن المسئولين الفاسدين أو الجواسيس المقبوض عليهم فى بلدان العالم،
تحمحم الشيخ ذو اللحية الكثة القصيرة، واعتدل فى جلسته على المقعد المزخرف الوثير، مال بجذعه ميلتين خفيفتين يمنة ويسرة