«عبدالرحمن»: 11 سنة.. وعفريت على أسفلت «6 أكتوبر»
«عبدالرحمن»: 11 سنة.. وعفريت على أسفلت «6 أكتوبر»
الطفل عبدالرحمن أثناء قيادته السيارة الربع نقل
«يلّا بينا.. نادى ع السواق يا ابنى»، يقولها الركاب للطفل الذى تولى تحميل السيارة، اعتبروه فى بداية الأمر تبّاعاً، قبل أن يستعيذ بالله ويتوجه إلى عجلة القيادة، يجلس خلفها ويدير محركها، هنا تتعالى صيحاتهم «انزل يا ابنى دى مش لعبة»، فيرد عليهم بثقة اعتادها من فرط ما تعرض للموقف: «ومين قال إنى بالعب، أنا السواق يا حضرات».
يقود «ربع نقل».. ومحترف فى الهروب من «الكمائن والرادار»
لا يتيح «عبدالرحمن ربيع» لركابه فرصة الاعتراض، ينطلق بهم سريعاً، يبلع كل راكب خوفه ويتمتم بالأدعية وآيات القرآن، قبل أن يصرخ أحدهم: «يا ابنى مش ناقصين عطلة، أى كمين هيوقفك وياخد العربية»، فيجيبه الطفل الذى يفخر بأنه أتم عامه الـ11 قبل شهور: «أنا مش تلميذ يا أستاذ». وبين الدهشة من قيادته الماهرة للسيارة ربع النقل، والخوف من الوقوع فى كمين، يصل «عبدالرحمن» بركابه الـ14 للمناطق الصناعية فى 6 أكتوبر، ليبدأ تحميل الوردية الثانية والثالثة حتى نهاية اليوم. بمرور الوقت اعتاد الركاب «عبدالرحمن»، وأمنوا الركوب معه، خاصة أنه يحفظ المنطقة ويهرب من كل كمائن المرور والرادار، دون أن يكلف زبونه قيمة «اللفة الأكبر»، ويبرر: «بهرب عشان لو اتمسكت هتبقى قضية، ومش بعيد ياخدونى وياخدوا العربية، ويتخرب بيت أبويا». أما والده المقبل من الفيوم قبل 6 سنوات، فاستغل حلم صغيره فى العمل سائقاً، ووفر له السيارة، وبمجرد أن طالت قدماه «دواسة البنزين» انطلق سائقاً عليها. يروى الصغير قائلاً: «كنا بننزل السبتية نجيب الخشب والحديد ونفصّله إحنا على العربية».