حفيد مانديلا في حوار مع «الوطن»: دعوى جنوب أفريقيا معركة فاز فيها الفلسطينيون
حفيد نيلسون مانديلا يرتدي الكوفيه الفلسطينية
رحب زوليفوليل مانديلا، حفيد زعيم جنوب أفريقيا الراحل، نيلسون مانديلا، وعضو البرلمان في جنوب أفريقيا، بالقرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن إلزام الاحتلال الإسرائيلي بحزمة من التدابير المؤقتة، في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا لوقف جرائم الإبادة الجماعية، التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واعتبر أن القضية التي نظرتها محكمة العدل الدولية بمثابة معركة فاز فيها الشعب الفلسطيني، ولا تقل عن ما حدث يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف حفيد نيلسون مانديلا في حوار مع «الوطن»، أن القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية ستلاحق دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي ترتكب جرائم إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية في المناطق الفلسطينية، مشيرًا إلى مسؤولية العالم عن كل ما يحدث في غزة، كما أشاد بدور مصر الكبير في دعم القضية الفلسطينية.
وفيما يلي نص الحوار:
حفيد مانديلا: قرار محكمة العدل الدولية أثلج صدورنا
* كيف تعلق على الدعوة التي قدمتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل؟
رحبت بالدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية باعتبارها خطوة استراتيجية انتقدت القوى الغربية، لأنها متواطئة في أعمال الإبادة الجماعية بقطاع غزة، وليس من الغريب أن يكون رد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا، هو الطريقة التي دعمت بها بشكل علني مُرتكب جريمة الإبادة الجماعية، ونحن مستمرون في التفاؤل خلال الفترة المقبلة بقرار المحكمة، الذي أثلج صدورنا.
* هل كنت قلقاً من قرار محكمة العدل الدولية؟
كنا على يقين من أن الفريق القانوني لجنوب أفريقيا قدم حجة قوية، لقد أدان الرأي العام العالمي بشأن نظام الفصل العنصري في فلسطين، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الإنسانية، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والانتهاك المستمر للقانون الدولي، وحتى الآن، نحن متفائلون بأن العدالة ستسود في النهاية.
حفيد مانديلا: العالم يقف متفرجًا على جرائم الإبادة في غزة
* من خلال متابعتك لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، كيف تعلق على هذه الانتهاكات واستهداف المدنيين؟
من غير المعقول أن يقف العالم متفرجًا طوال هذه العقود الطويلة، ويسمح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة ضد المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء والمسنين، ومن الواضح جدًا أن إسرائيل تعمل على التطهير العرقي لغزة وكل فلسطين، فنحن نتعامل مع نفاق غير عادي من قبل الدول الغربية، التي عجّلت بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على خلفية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لكن المسؤولين الإسرائيليين لم تتم محاسبتهم.
حفيد نيلسون مانديلا: العدالة ستنتصر دائمًا
* هل تعتقد أن نظام الفصل العنصري في فلسطين سيسقط في النهاية؟
العدالة ستنتصر دائمًا، ودولة الاحتلال الإسرائيلي لا تستطع الاستمرار في الأكاذيب التي تروجها لتبرير احتلالها للأراضي الفلسطينية، كما أن النضال من أجل إقامة دول فلسطين، هو نضال عادل ضد الاحتلال غير القانوني، وللدفاع عن حقوق الفلسطينيين، التي يجري انتهاكها بشكل صارخ، منذ أكثر من 75 عامًا، ولذلك فإننا نعتبر حرية الشعب الفلسطيني أمرًا لا مفر منه، فهي مسألة وقت، لقد خسرت إسرائيل الحرب الدعائية، وهي الآن تواجه مقاومة داخلية وخارجية لم تحدث من قبل، وليس لدي أدنى شك في أنه مثلما رفعنا شعار «الحرية في حياتنا» بجنوب أفريقيا، كذلك في فلسطين، أصوات المدنيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، تطالب بالحرية.
* ما هي أوجه التشابه بين نظام الفصل العنصري «الأبرتهايد» في جنوب أفريقيا وفلسطين؟
هناك العديد من أوجه التشابه بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وفي فلسطين، ولكن ليس هناك ما هو أكثر وضوحًا من العنصرية الصريحة واللا إنسانية، ولكن تجربتي أثناء زيارتي لرام الله وبيت لحم والخليل والقدس في عام 2017، تشير إلى أنه لا يوجد شيء مما شهدناه في جنوب أفريقيا يشبه ولو من بعيد، حجم الوحشية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الفترة.
حفيد مانديلا: الاحتلال يجرد إنسانيتنا ويسلب شبابنا مستقبلهم
* قلت في تصريح سابق لك إن مواطني جنوب أفريقيا يعرفون معنى العيش تحت الاحتلال، كيف تصف هذا الشعور؟
تخيل أن هناك مناطق في البلد الذي تعيش فيه لا يمكنك زيارتها، إلا بعد تقديم طلب والحصول على تصريح، تخيل أن تستيقظ في صباح أحد الأيام وتجد شخصًا أجنبيًا في أرضك، ويزعم أنها أرضه، تخيل شخصًا كبيرًا في السن، أو أي شخص ذا بشرة سوداء، يتم تجريده من كرامته عن طريق التفتيش الجسدي العشوائي، ويتم القبض عليه لوجوده في منطقة ما بعد غروب الشمس، ثم يتم احتجازه دون محاكمة، ودون أن يعرف أحد مكان وجوده، وبعضهم يختفي في ظروف غامضة، ولا يمكن رؤيتهم أبدًا.
ما يمكن قوله إن الاحتلال أمر مؤلم، ويجرد إنسانيتنا، ويسلب شبابنا مستقبلهم، فالاحتلال لا يعرف سوى العنف والغضب والدمار، أما الأمر الإيجابي، إذا كان ممكنًا وصفه بأنه إيجابي، هو أننا نشأنا من قلب المعاناة، حيث طورنا وعيًا سياسيًا لنضالنا ونضال الجميع في أنحاء العالم.
حفيد مانديلا: المقاومة الفلسطينية مصدر إلهام للزعيم الراحل
* كانت المقاومة الفلسطينية مصدر إلهام للزعيم الراحل نيلسون مانديلا، كيف ترى ذلك؟
في أحلك لحظات سجن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا في جزيرة روبن، استمد القوة من المقاومة الفلسطينية، لأن نضالنا في جنوب أفريقيا كان يحظى بالدعم من الدولة الفلسطينية، بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات، معنويًا وماليًا وعسكريًا، وحقيقة أن الشعب الفلسطيني كان يقاوم الاحتلال، أعطته الكثير من الأمل والإلهام.
* هل لديك قصة ترويها لنا تتعلق بالعلاقة بين الزعيم مانديلا والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات؟
بعد إطلاق سراح مانديلا من السجن، التقى عرفات لدى وصوله إلى لوساكا في زامبيا، وكان من الواضح وجود قدر كبير من الحب والإعجاب والاحترام بينهما، ووصف الزعيم الراحل الرئيس عرفات وقتها بالأخ والرفيق.