الصين.. إجلاء المصريين من ووهان أثناء جائحة كورونا والدولة تحتضن 30 ألف عائد بعد الإجراءات الاحترازية
مصر من أولى الدول التي اتخذت إجراءات وسارعت لعودة أبنائها من مقاطعة «ووهان» بعد تفشى فيروس «كورونا»
على مدار السنوات الماضية، عملت الدولة المصرية على التواصل المباشر مع رعاياها بالخارج والوجود معهم وقت الشدائد، وخلال عام 2020 واجه العالم جائحة «كورونا»، التى بدأت من مقاطعة «ووهان» بالصين، وانتشرت حول العالم، تلك الجائحة التى دفعت مصر إلى إجلاء رعاياها من ولاية ووهان وبعض الولايات الأخرى، وإعادتهم إلى القاهرة، وسط عمليات تحصين وإجراءات احترازية شاملة.
«الخارجية»: تواصل مباشر مع أبناء الجالية فى مقاطعتى «ووهان وخوبى»
البداية كانت فى 25 يناير عام 2020، حيث أكدت وزارة الخارجية، على لسان السفير ياسر محمود هاشم، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج، أن السفارة المصرية فى بكين تتابع أوضاع أبناء الجالية فى «ووهان» ومقاطعة خوبى من خلال التواصل المباشر معهم، سواء تليفونياً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعى الصينية للاطمئنان عليهم وتقديم أى دعم ممكن لهم فى ضوء قرار الحكومة فرض الحجر الطبى على المدينة بالكامل ووقف جميع وسائل النقل منها وإليها.
وأكدت «الخارجية» أن السفارة عمّمت عدداً من البيانات على أبناء الجالية فى المدينة بهدف حصر أعدادهم وجمع بياناتهم وتقديمها للسلطات الصينية، فضلاً عن قيام السفارة بالاتصال بالسلطات الصينية، سواء فى بكين أو «ووهان» للوقوف على أى مساعدة يمكن تقديمها للجالية فى ظل الحظر.
وبينما كان فيروس «كورونا» يواصل حصد المزيد من الضحايا، تم تعليق الرحلات من وإلى المدن الصينية، اعتباراً من فبراير ولحين إشعار آخر، فيما قرّرت السلطات المصرية إجلاء رعاياها من الصين، حيث وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين فى مدينة ووهان الصينية. وقال السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، تواصل مع سفير مصر فى الصين، الذى خاطب السلطات الصينية، وحصل منهم على الموافقة على ترتيب عودة من يرغب من المصريين المقيمين فى «ووهان»، حيث تم تجهيز طائرة خاصة لنقل من يرغب فى العودة إلى مصر، والتنسيق مع وزارة الصحة لإرسال فريق طبى مجهّز على متن الطائرة لمصاحبة الركاب، مع اتخاذ جميع إجراءات مكافحة العدوى، كما تم تجهيز حجر صحى لاستيعاب المصريين العائدين، وجميع المتعاملين معهم، مع إمداد الحجر الصحى بجميع الأجهزة والمستلزمات الطبية، والأطقم الطبية المتخصّصة، والإدارية والخدمية، مع اتخاذ الإجراءات اللوجيستية اللازمة لتوفير سُبل الإعاشة والإقامة لمدة 14 يوماً «فترة حضانة المرض»، بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية، على أن تتم المتابعة الدورية على مدار الساعة، واتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية والعلاجية لهم.
وفى اليوم الثانى من شهر فبراير فى العام نفسه، قرّرت الحكومة إرسال طائرة الإجلاء، التى حملت على متنها، بتكليف من الرئيس السيسى، نحو 10 أطنان من المُستلزمات الوقائية كهدية تضامن من الشعب المصرى إلى الشعب الصينى الصديق. وفى الرابع من شهر مارس فى العام نفسه، قامت السفارة المصرية فى بكين بإجلاء ثلاثة مصريين عالقين فى مقاطعة خوبى بالصين، الذين كان قد تعذر إجلاؤهم على متن الطائرة المصرية فى 2 فبراير 2020 لأسباب مختلفة، على رأسها الاشتراطات الطبية الصينية للإجلاء، وذلك على متن طائرة إماراتية حملت الكثير من الجنسيات من مدينة «ووهان».
وفى تصريحات صحفية خلال المرحلة الأولى للوباء، قال السفير محمد البدرى، سفير مصر فى الصين، إنه بمجرد أن أصدر الرئيس السيسى قراراه بإعادة المصريين من المدينة الصينية، تم وضع خطة كاملة، وتم التواصل مع الجانب الصينى من أجل البدء فى إجلاء المصريين الموجودين فى ووهان، حيث تم تقسيم الجالية إلى مجموعات، بحيث يكون كل شخص مسئولاً عن 35 شخصاً، وتم التواصل مع الأوتوبيسات من أجل نقلهم من المدينة. وأوضح «البدرى» أن عدد المصريين الموجودين فى «ووهان» 350 شخصاً وعائلاتهم، وتم سؤال كل شخص منهم عن رغبته فى العودة أولاً، وكانت هناك موافقة من 306 مواطنين يرغبون فى العودة إلى مصر.
خطة لتحديد المواطنين العالقين بدول العالم والراغبين فى العودة إلى البلاد.. والأجانب داخل مصر الراغبين فى العودة إلى بلادهم
وفى حصادها لعام 2020، قالت وزارة الخارجية إنها مع بداية الأزمة فى الصين، قامت بتنفيذ خطة إجلاء المواطنين المصريين المقيمين فى مدينة «ووهان» وعودتهم إلى أرض الوطن، من خلال السفارة المصرية فى بكين، وبالتعاون مع جميع الوزارات والجهات الحكومية المعنية، وإيماءً لقرار رئيس مجلس الوزراء، ترأست وزارة الخارجية اللجنة الوطنية المعنية بأزمة المواطنين المصريين العالقين فى الخارج، بعد قرار تعليق حركة الطيران الدولى داخل مصر، مع القيام بوضع خطط تحرك ومعايير دقيقة لتحديد المواطنين العالقين بدول العالم والراغبين فى العودة إلى البلاد، وحصر أعداد العالقين بكل دولة، وتحديد ظروف كل دولة من هذه الدول من جميع النواحى، وتحديد إمكانية تجميع هؤلاء العالقين فى دول مجاورة لسهولة نقلهم جوياً، ومن ثم إمكانية التنسيق مع المطارات لتحديد إمكانية استقبال الطائرات لنقل العالقين جواً، وكذلك تحديد أعداد الأجانب العالقين داخل مصر الراغبين فى العودة إلى بلادهم. ووصلت أعداد المصريين العائدين من الخارج إلى نحو 30 ألفاً، موزعين فى جميع أنحاء العالم «قرابة 100 مدينة بالخارج»، وإن تركزت الغالبية العظمى منهم فى المدن العربية.
كما نسقت وزارة التعليم العالى لإجلاء من يرغب من المصريين الدارسين والمبتعثين بالصين وإعادتهم إلى مصر، على أن تكون العودة لمن يرغب منهم. وأكدت، فى بيان لها، أنه فى ظل هذه الظروف الاستثنائية تتحمّل إدارة البعثات نفقات إجلاء الموفدين فى ضوء الضوابط المنظمة لذلك.