طارق لطفى: سأعود إلى السينما بفيلم أكشن.. والدراما تعانى حالة جمود.. وأخشى منافسة زملائى لأننى «بعمل للكل حساب»
طارق لطفى
فنان من طراز رفيع، لا يختلف اثنان على سعيه الدؤوب لتطوير ذاته والاجتهاد فى أعماله، نتحدث عن الفنان طارق لطفى الذى حقق نجوميته من خلال الأعمال الدرامية، وتميز عن الآخرين باجتهاده فى تقديم أعماله. «الوطن» التقت طارق لطفى، الذى كشف عن استعداده للعودة للسينما بفيلم من نوعية الأكشن، كما أفصح عن رأيه فيما تشهده الساحة الدرامية فى الوقت الراهن، ومدى رضائه عن أدواره التى قدمها خلال مسلسلى «شهادة ميلاد» و«بين عالمين»، إلى جانب رؤيته للمسرح، وتطرق إلى مسألة خوضه للبطولة المطلقة متأخراً، وإلى نص الحوار.
لماذا قررت طرح «بين عالمين» خارج السباق الرمضانى؟ هل الخوف من نسب المشاهدة؟
- بكل الأشكال كان من المُستحيل أن نلحق بموسم رمضان، لذلك أخذت إجازة لمدة أسبوع واحد، ثم استأنفت التصوير على مدار 22 يوماً بعد انتهاء الشهر الكريم، وابتعادى عن المنافسة الرمضانية لم يُسعدنى فى البداية، لكن فى النهاية لا أرغب فى أن يكون مظهرى وشكل العمل غير لائق، و«أكروت المسلسل» لمجرد الوجود فقط، وبالطبع نسب المُشاهدة تكون كثيفة فى رمضان، ولكن الله أعلم بمصير هذه التجربة، فمن المُمكن أن تحظى بمشاهدة أكبر خارج نطاقه، وأتمنى ذلك، ولا أعتبر ذلك تحدياً، لأننى ليس لى أى دخل فى هذا الأمر، فأنا قدمت عملاً أرى أنه جيد، لأننى بذلت فيه جهداً كبيراً حتى أقدمه للجمهور بهذا الشكل، أما القناة فمن الممكن ألا تمنحه دعاية كافية، أو تعرضه فى وقت غير مناسب، فلا يراه الناس، وهذه أمور خارجة عن إرادتى، وأتمنى أن يكلل الله جهودنا فى المسلسل بالنجاح، فأنا أجتهد دائماً وأحرص على اختيار أعمال جيدة قدر الإمكان.
مسلسل «شهادة ميلاد» عُرض حصرياً على قناة جديدة آنذاك..
- مُقاطعاً، ومع ذلك حقق ردود أفعال كبيرة جداً، والحمد لله هذا كرم من الله لى ولزملائى، لأننا حملنا أول موسم لقناة on tv على مستوى الدراما، وهذا يُحسب لنا جميعاً، وعموماً أرى أن هناك مسلسلين تم عرضهما بشكل غير حصرى، وكانا فى رأيى من أنجاح الأعمال هذا العام.
لا أمانع المشاركة فى «صعيدى فى الجامعة الأمريكية2».. و«الحشاشين» توقف لحاجته إلى دعم مادى من الدولة
هل يعنى ذلك أنك ضد فكرة العرض الحصرى؟
- أنا ضد فكرة طرح الأعمال بشكل حصرى، لأن ذلك يقلل من قيمة المسلسل والممثل، فالعرض الحصرى يزيد من نسب المشاهدة، لكنه يُقلل من عوامل أخرى، وبالتأكيد الاختيار صعب.
هل بدأت فى التجهيز لرمضان 2018 حتى تُعوض غيابك العام الماضى؟
- لا، فنحن نُجهز عادة للأعمال المقرر عرضها خلال الفترة الراهنة، لكن السوق حالياً يعيش حالة غريبة من الجمود، فالقنوات لا ترغب فى الإعلان عن الأعمال التى ستشتريها، والمنتجون لا يصرحون عن مسلسلاتهم الجديدة، فنحن نوقع على العقود، ولكن لا نعرف تفاصيل، والأمور لم تحسم حتى الآن، ولكن بشكل شخصى أعمل على التحضيرات، لأن مسلسل «تحت الصفر» صعب جداً على صعيد الكتابة والتنفيذ، وفور انتهائنا من كتابته سنُنفذه سريعاً.
هل بدأتم فى اختيار فريق عمل مسلسل «تحت الصفر»؟
- لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيل حوله، لكن من المعروف أن المنتج هو تامر مرسى، والمؤلف سيكون تامر إبراهيم، والمخرج سنتعاقد معه خلال الأسابيع المقبلة، وسنُعلن ذلك.
ذكرت أنك ترغب فى تحويل إحدى الروايات لعمل درامى، هل سيكون ذلك مشروعك لـ2019؟
- أتمنى ذلك، وبالطبع لا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل، حتى لا تتعرض للسرقة، فقد تعرضت لموقف من هذا القبيل، فكنت أجلس مع أناس، وقلت لهم إن هناك عملاً أفكر فى تقديمه مع شركة «نيتفلكس» العالمية، فقامت إحدى القنوات بشراء حقوقه حتى لا أقدمه.
هل تقصد أن فكرة المسلسل تعرضت للسرقة؟
- لا، لم أقصد ذلك، وكل ما حدث أننى قلت إن مسلسل «س» يعجبنى، وأرغب فى تقديم فورماته مع شركة نيتفلكس، ثم فوجئت أن الأشخاص الذين كنت أتحدث معهم، قاموا بشراء حقوق تلك الفورمات، فهم يرغبون فى أن أقدم العمل على طريقتهم، ولكنى رفضت ذلك، وتجنباً لمثل هذه المواقف، أخذت قراراً بعدم الإفصاح عن شىء، لأنه من الوارد أن يشترى أحد هذه الرواية، ولا أستطيع تقديمها.
«شهادة ميلاد» اعتبره النُقاد بمثابة شهادة ميلاد لطارق لطفى، و«بين عالمين»..
- مُقاطعاً، كل عمل أحمد الله عليه، وكل يوم نحياه، وكل وقت نُحاول ونسعى فيه لتقديم شىء مفيد للناس ليكون بمثابة شهادة ميلاد لنا جميعاً.
صرحت بأنك اتفقت مع جهة إنتاجية لتقديم 4 أفلام خلال الفترة المقبلة، هل هناك أى تطورات؟
- كان مشروعاً قائماً بالفعل، لكن الجهة وأصحابها اختفوا بشكل مفاجئ، وحالياً أجهز فيلمى الجديد مع عمرو سمير عاطف، بعيداً عن تلك الشركة.
قيل إن الفيلم سيكون فى إطار الأكشن، وهو لون جديد تُقدمه فى السينما.
- قدمت الأكشن من قبل فى الدراما، ولم يُقدمه أحد غيرى بهذا الشكل حتى الآن، ولكن الفيلم سيكون أول أعمالى السينمائية فى هذا القالب.
شهد هذا العام عدداً كبيراً من أفلام الأكشن، ألا تخشى المنافسة مع «عز والسقا»؟
- الجمهور يفضل المقارنة، فجميعنا يحاول أن يقدم الأفضل من أجل إرضائه وحتى ننجح، وبالطبع لا بد أن أكون خائفاً ومرعوباً من المنافسة، وأخشى المنافسة مع أى زميل لى سواء كان أكبر أو أصغر منى، وأحرص على أن أعمل للكل حساب، ولا أستهين بأحد أبداً.
لماذا ابتعدت عن السينما كل هذه الفترة؟
- السينما مرت بظروف صعبة آخرها عام 2011، وما تشهده الآن يعتبر بمثابة عودة جديدة، وإذا رصدنا عدد التجارب التى نُفذت حتى عام 2016 سنجدها محدودة، وكما ذكرت فأنا أستعد للوجود حالياً بفيلم جديد، وأتمنى من الله أن يكرمنى فيه.
هل تلقيت أى تفاصيل عن فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية2»؟
- لا أعلم عنه أى شىء، سوى أن «هنيدى» نشر تدوينة على تويتر فقط، وليس لدىّ أى مانع من المشاركة فيه، شريطة أن تكون الرواية مكتوبة بشكل جيد، بحيث لا تنتقص من نجاح الجزء الأول.
لماذا لا تفكر فى تقديم عمل كوميدى.. وتبتعد عن الإثارة والأكشن قليلاً؟
- قبل ثلاث أو أربع سنوات، كان الناس يسألوننى.. لماذا لا تقدم أعمال أكشن وتشويق؟، وعندما قدمت هذا اللون، عادوا ليسألونى لماذا حصرت نفسك فى الأكشن؟.. فأنا قدمت كل شىء تقريباً، وأسعى للتغيير طوال الوقت، و«بين عالمين» مسلسل إنسانى بحت.
وماذا عن فيلم «الحشاشين»؟
- «نسيته تماماً»، لأن تكلفته باهظة ويجب أن يكون هناك دعم من الدولة وتتبناه، ميزانية العمل مرتفعة جداً، ولا يقدر عليها مُنتج بمفرده.
يُعرض حالياً مسلسل «حديث الصباح والمساء».. ماذا تشعر عندما تراه؟ لا سيما أنه قُدم من سنوات وما زال الجمهور يشاهده حتى الآن؟
- يخطر فى بالى ذكريات جميلة، فهذا العمل جمع كماً كبيراً من الممثلين، كما أن المنتج جمال العدل كانت له رؤية واسعة ومستقبلية، على الرغم من أن تلك كانت تجربته الأولى، كما أنه كان يرغب فى تقديم شىء عظيم، وبالفعل حدث ذلك، وأتذكر عظمة نجيب محفوظ، ومحسن زايد السيناريست الذى حوّل رواية من أصعب الروايات، لعمل درامى رائع ما زال موجوداً حتى الآن.
المسرح بالنسبة لطارق لطفى صعب أم سهل؟
- صعب جداً، وأتراجع دائماً فى الانخراط بأعماله، فبعد أن أتحمس لرواية.. أتراجع فى اللحظات الأخيرة، ففكرة أن تقف على المسرح كل يوم، وتقول نفس الكلام لمدة 3 أو 4 أشهر، أمر صعب للغاية بالنسبة لى، وأنا بطبعى شخص ملول.
شبهك بعض النقاد بياسر جلال بعد انتهاء مسلسل «ظل الرئيس».. هل ينطبق عليكما مثل «أن تأتى مُتأخراً أفضل من أن لا تأتى»؟
- البطولة جاءت فى موعدها، لأن الله هو صاحب الميقات، عندما يريد أن يتحقق أى شىء، أما الناس فتراها متأخرة أو مبكرة، على النقيض فمن الممكن أن يكون الأمر خيراً لنا فى تأخره، حتى لا نقدم على البطولة ونختفى بعدها، ولكنى أريد أن أحافظ على استمرار نجاحى على نفس الوتيرة.